د. أحمد الفراج
لا بد قبل الشروع في المقال أن نحرر مصطلح هذه المتلازمة، أي عشق الحزبيين، من أتباع تنظيمات الإسلام السياسي للاستعباد، والخازوق هو أداة كان يستخدمها جلاوزة الأنظمة البربرية للقتل البطئ، إذ يوضع الشخص على خازوق، يخترق جسده من الأسفل، حتى يخرج الخازوق من رأسه، وهي من أبشع طرق التعذيب التي مارسها البشر، والمصاب بهذه المتلازمة يعشق سحق الكرامة على يد الغريب، ولا يمانع في أن يضحي بنفسه فداء لمن يحتقره، وكنا نظن أن هناك حدودا يتوقف عندها الكائن الحزبي المؤدلج، والذي لا يعترف بوطن، بل بولاء مطلق للحزب، ولكننا فوجئنا بأن ولاء هؤلاء الحزبيين لتنظيم الإخوان أخرس ألسنتهم، بعد أن تعرضت عائلة سعودية للإهانة، والضرب المبرح في إحدى المطارات التركية، قبل أيام، وقد شاهدتم جميعا التقرير، واللقاء الذي أجرته القناة الإخبارية السعودية مع رب الأسرة، والصور التي عرضتها القناة لأفراد الأسرة المصابين، وكلهم أطفال !!، حتى لتخال أنهم كانوا متلبسين بعمل إرهابي !!.
الشعب السعودي الوفي تفاعل مع هذه القضية، وصعد الموضوع، وقد تفاعلت الجهات الرسمية السعودية في تركيا والمملكة . هذا، ولكن الحزبيين السعوديين من أعضاء تنظيمات الإسلام السياسي، وتحديدا أعضاء تنظيم الإخوان السعودي، لم ينبسوا ببنت شفة، وكأن الأمر لا يعنيهم، بل إنهم، وبكل وقاحة، أخذوا يكيلون الشتائم للمواطن السعودي، ويتهمونه وأسرته بالخطأ!!، ويبرؤون ضباط الجوازات الأجانب، الذين اعتدوا على هؤلاء الأطفال ووالدتهم!!، ومع أني أعرف خفايا الإسلام السياسي، وتنظيم الإخوان، إلا أنني لم أتوقع أبدا أن يصل عداء الحزبيين لدولتهم ومواطنيهم، وولائهم لتنظيمهم الحزبي درجة أن يدافعوا عن أجانب، اعتدوا على سيدة سعودية وأطفالها، واشبعوهم ركلا وضربا، هذا عدا الإهانات اللفظية، والتي تجاوزت الأسرة إلى وطننا بأكمله !!، وقد كان بوسع هؤلاء الحزبيين أن يستخدموا التقية على الأقل، ولكن ولاءهم للتنظيم، والتعليمات التي وردتهم من قياداتهم المحلية والدولية لم تكن لتسمح لهم بأن يدافعوا عن كرامة مواطنيهم، ولا عن بلدهم، فيا للبؤس والشقاء لمن جعل نفسه رقيقا في تنظيم، ينفذ الأوامر دون تساؤل .
المثير للسخرية أن هناك مواطنا تركيا، اسمه اسماعيل باشا، كان يعيش في المملكة، قبل أن يتم ترحيله مؤخرا، بعد أن تم إبلاغه بأنه شخص غير مرغوب فيه، وهو متخصص في شتم بلادنا، والحط من شأنها، وقد سبق أن غرد، أثناء إقامته بين ظهرانينا، وسأل متابعيه السعوديين، في لمز خبيث ووقاحة منقطعة النظير، قائلا :» لو قامت حرب بين المملكة وتركيا، فمع من تتوقعون أن يقف المسلمون ؟!!»، وقد فزع اسماعيل باشا مع دولته، كما هو متوقع، وأعلن أن الأسرة السعودية التي تم الاعتداء عليها مخطئة، وحينها فزع معه عشاق الخازوق من الحزبيين السعوديين، وتهجموا على الأسرة السعودية !!، وأخذوا يؤيدون الباشا، ويعيدون تغريداته، بما فيها تلك التغريدات التي تسخر من المملكة وأهلها، وحتى وهو يشتم سفارة المملكة بتركيا !!، ويشتم الجهات الأمنية السعودية !!، فهل يحق لنا، والحالة هذه، أن نتوقف عن فضح أتباع الإسلام السياسي السعوديين، وهل سيلومنا أحد بعد اليوم في مواصلة ذلك، فهاهم الحزبيون السعوديون أمامكم عراة، يناصرون دولة أجنبية ضد بلدهم، ويناصرون مواطنا أجنبيا مطرودا وحاقدا ضد أسرة سعودية معتدى عليها، وهل سيعتذر أحد منكم، بعد اليوم، بأنه لا يعرف الكثير عن تنظيم الإخوان السعودي، وعداءه للمملكة، ووقوفه مع أعدائها، فإن لم يكن كافيا لكم إثارتهم للقلاقل، ووقوفهم ضد سياسات المملكة حيال مصر الشقيقة، وهجومهم على إخوتنا في الإمارات، فهاهم يتعرون أمامكم، في نصرة دولة أخرى، ونصرة أجنبي حاقد، حتى ولو كان ثمن ذلك شتم بلدهم، وتجريم أسرة سعودية معتدى عليها في بلد أجنبي، فماذا تريدون أكثر لتعرفوا الحزبيين على حقيقتهم، وتعاملوهم كما هم، أي أعداء؟!!.