هيوستن - جواهر الدهيم:
تضم مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية مجموعة كبيرة من النساء الخليجيات اللاتي جمعتهن غربة المرض ولجأن إلى مستشفيات هيوستن التي تعالج معظم الأمراض المستعصية بالإضافة إلى مستشفى هيوستن المتخصص بعلاج الأطفال ومستشفى مماثل خاص بعلاج النساء. وقد التف المرضى الخليجيون حول هذا المجمع الطبي، وقد اعتاد الخليجيون نساءً ورجالاً على ممارسة شعائرهم الدينية كشهر رمضان المبارك وتأدية صلاة التراويح والقيام في أجواء روحانية مفعمة بالطمأنينة، وكذلك صلاة العيدين، والأيام الوطنية لكل دولة خليجية. ومن أجل أن يبددوا شبح الغربة والتغلب على ظروف المرض دأب الخليجيون على إقامة الفعاليات المتنوّعة والتي منها لاحتفاء بالمرضى الذين تم شفاؤهم، وفي مناسبة مماثلة أقامت السيدات الخليجيات في هيوستن ليله خليجية احتفاءً بشفاء بعض المريضات وعودتهن إلى بلادهن بهدف إضفاء روح التفاؤل على المريضات الخليجيات اللاتي يقطن مجمع الدومين السكني من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، ودولة قطر ليلة خليجية جميلة حفلت بالأناشيد الوطنية عن المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، ودوله قطر حيث رقصت البنات الصغيرات الخليجيات على أنغام حب الوطن الخليجي، كما ضمت الليلة الخليجية ألواناً من الفنون الشعبية الخليجية، بالإضافة إلى الشيلات والقصائد المتنوعة وألقت الأستاذة مها عدة قصائد، فيما ألقت أم حمد قصائد عن الوداع وعن الغربة وعن السفر وعن الوطن كما تخللتها المسابقات الثقافية. وفي ختام الليلة الخليجية تناول الجميع العشاء، حيث أعدت كل سيدة نوعاً من الأطباق التي تشتهر بها بلدها، حيث سعدت السيدات بهذه الليلة التي أضفت طابع الفرح والسرور وزادت من تقارب اللحمة الخليجية. وقد أعربت السيدة حسناء المري من دولة قطر عن سعادتها بهذه الليلة مشيدة بدور جميع الخليجيات المشاركات قائلة نحن في بلد الغربة، حيث جمعتنا غربة المرض ومما خفف من معاناتنا تلك اللقاءات الجميلة التي تتسم بالمحبة الأخوية الصادقة، فنحن في الغربة نعيش نفس الظروف وهذه الظروف جعلتنا أكثر ترابطاً وأصبحنا كالجسد الواحد وأخذنا نبحث عن ما ينسينا آلامنا ويبدد همومنا. وأشكر جميع الأخوات الخليجيات اللاتي شاركن في الليلة الخليجية وأدخلن البسمة على قلوبنا، ونسأل الله أن يحمي أوطاننا من كل شر وأن يعيدنا سالمات متعافيات. وتقول أم رايد من السعودية والتي كانت في وداع الجمع استعداداً للعودة إلى أرض الوطن بعد أن منَّ الله عليها بالشفاء: سعادتي لا توصف، حيث سأعود بإذن الله إلى أولادي وأهلي ووطني وأحمد الله عزَّ وجلَّ أكملت رحلتي العلاجية والتي تكلَّلت بفضل الله بالنجاح، وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن يتم علي بالصحة وأن يشفي جميع المرضى ويعيدهم إلى أوطانهم سالمين، وأشكر جميع الأخوات على الوداعية وهذه الليلة الوطنية التي تميّزت بالود والإخاء وحنيننا لأوطاننا وأسأل الله عزَّ وجلَّ أن يحفظ وطننا الغالي وخليجنا الخير وأن يشفي الجميع.