من الطيبين الذين تعرفت عليهم عبدالله اليحيى الشريدة فقد عرفته جيداً منذ شهر شعبان الماضي, حيث كنت أقابله في جلستنا شبه اليومية في مجلس الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز الربدي رئيس لجنة الأهالي بالقصيم كان الرجل محترماً وطيباً ووقوراً وذا أخلاقٍ عالية وكنت أستمتع بحديثه. سرد علينا قصته عندما سافر في صغره من القصيم إلى الرياض على سيارة الوانيت قبل الإسفلت. بعد ذلك كنا نلتقي في ليالي رمضان عند الشيخ إبراهيم الربدي ودلنا على تمر المدينة الطيب ثم توالت لقاءاتنا في ليالي رمضان وكنا نبتهج بقدومه حتى تفرقت بنا السبل في شهر شوال لظروف الإجازة الصيفية وظروف السفر وعدنا مع بداية شهر ذي القعدة في مجلس الشيخ كنا ننتظر عودة أبي سلطان عبدالله الشريدة وإذا برسالةٍ تفجعُني بوفاته بعد ذلك تحدث الناس عن أخلاقه وأريحيته وكيف كان يخدم الناس أيام كان مسؤولاً في غرفة منطقة القصيم.
أبا سلطان لم أكن أتصور أن المنية تنشب أظفارها لترحل عنا بصمت وتموت كما الأشجار تموتُ واقفة لا تكفيك جميع المراثي لا مرثية مالك ابن الريب ولا ابا الحسن التُهامي ولا ابن الرومي ولا المعري ولا الخنساء.
أبا سلطان تقف الحروف كلها عاجزة في رثائك وتتبعثر الكلمات دون أن توفيك حقك فقدنا فيك كل شي طلعتك البهية، كلامك الطيب، أخلاقك الرفيعة، فقدناك فغاب البدرُ وغربت الشمس قابلت أبناءك في التعزية فلمحت فيهم صفاتك، سلطان ومحمد ويحيى ليحملوا اسمك واسم أسرتك الموقرة أما أنت فبإذن الله إلى جناتٍ ونهر في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر رحمك الله أيُها النبيل.
- سليمان بن إبراهيم الفندي