بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح يوم الأربعاء الماضي الموافق 11-11-1436هـ الشيخ عبدالعزيز بن حمد اليوسف بعد معاناة مع المرض، وكان يتحلَّى بحسن الخلق والتواضع والاستقامة والعقيدة الراسخة ومعلق قلبه بالمساجد ويحرص على ختم القرآن كثيراً. كما كان يتصف بالعطف على الضعفاء والمساكين والأيتام والمحتاجين ومساعدتهم، وكان يسعى دائماً لإصلاح ذات البين وخصوصاً في الأمور الزوجية، وقد تم على يده الكثير من ذلك حتى إن عائلة لما تم الصلح بينهما ورزقا بمولود أسمياه عبد العزيز. ويتميز - رحمه الله - بصفاء القلب وحسن النيّة ولا يحمل في قلبه على أحد - ناهيك أنه كان وقوراً محبوباً ولا يرضى أن يتكلم أحد في مجلسه في الآخرين أحب الناس فأحبوه وينطبق عليه قول الشافعي - رحمه الله:
قد مات قوم وما ماتت فضائلهم
وعاش قوم وهم في الناس أمواتاً
التحق بعد وفاة والده بمدرسة حريملاء الابتدائية عند افتتاحها عام 1369هـ، وكان متفوّقاً في الدراسة، حيث حصل على الشهادة الابتدائية في مدة ثلاث سنوات، وبعد ذلك سافر مع فضيلة الشيخ سعد بن محمد بن مبارك إلى بلده قرية كاتباً للقاضي وكان راتبه مائتي ريال، وبعد سنة عاد إلى حريملاء للسلام على والدته العمة منيرة بنت حسن الزهير المرأة الصالحة التقية التي تدعو له دائماً بأن يحفظه الله ويوفّقه - وبعد ذلك عاد إلى الرياض والتحق بالمعهد العالي ولما حصل على شهادة الكفاءة تعيّن بالشؤون الصحية واستمر في إكمال دراسته الثانوية وكلية الشريعة منتسباً، وفي عام 1398هـ انتقل للعمل في الشؤون الخاصة الملكية؛ وذلك في عهد الملك خالد بن عبد العزيز وحتى وفاة الملك فهد بن عبد العزيز - رحمهما الله- عام 1426هـ وكان يعمل مستشاراً تحت توجيهات معالي الشيخ عبد الله بن ناصر بن عمار رئيس الشؤون الخاصة - رحمه الله - وقد تعلّم منه الكثير في حسن المعاملة والدقة في العمل بإخلاص وحيوية ونشاط.
وقد سافر خارج المملكة للعلاج وكان بعيداً عن والدته ولا توجد وسيلة تقنية حديثة، فبعث لها من شعره أبياتاً مؤثّرة منها:
أقضي الليالي ساهر العين في الدجى
بقلب شغوف فاقد الألف أجردا
فعيني لها عين وكفي لها وطا
ومالي لها دين وروحي لها فدا
والعزاء موصول لأبنائه البررة الأساتذة حمد ومحمد ومساعد وبناته.
أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويسكنه فسيح جناته.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
سليمان عبد الرحمن الزهير - وكيل وزارة الحرس الوطني المساعد للشؤون الثقافية والتعليمية سابقاً