موت الرجال العاملين المخلصين خسارة عظيمة ومصاب جلل، فبموتهم تُطوى صفحات لامعة وسجلات ناصعة من تاريخنا المحلي، ولعل من حسن العزاء أن هؤلاء الرجال باقون بذكراهم الطيبة وبثناء الناس عليهم والدعاء لهم.
فقدت القريات يوم الجمعة 29 شوال 1436هـ علمًا من أعلام العلم والمعرفة، رجلٌ قد جمع الله له معهما: المعاصرة ودماثة الخلق، ذلكم هو الاستاذ الكبير والمُربِّي الفاضل إبراهيم بن محمد حبرم المرادي رحمه الله تعالى.
ويعد الاستاذ إبراهيم حبرم من أدباء محافظة القريات وشعرائها، حيث ولد في سنة 1351هـ / 1932م، وأنهى تعليمه الثانوي في المملكة الأردنية الهاشمية سنة 1367هـ / 1948م، وعمل مدرساً في مدرسة قرية كاف سنة 1370هـ / 1951م لمدة أربع سنوات، ثم عين وكيلاً لمدرسة القريات الابتدائية حتى سنة 1384هـ، وكان هو أول من افتتح مكتبة تجارية تبيع الكتب في القريات، كما كان أول مراسل صحفي فيها، وصاحب أول صحيفة حائط عامة تطورت لتصبح مجلة ثقافية باسم (صوت القريات)، وهو مؤسس الجمعية الثقافية الأهلية بمنطقة القريات التي تعد النواة الأولى لنادي القريات الأدبي.
عيَّنه الأمير عبد الله السديري - رحمه الله - مشرفاً على مكتبته الخاصة، وكذلك مشرفاً على مدرسة البنات بالقريات سنة 1375هـ / 1956م، وله ديوان شعري بالفصحى منشور بعنوان: (ديوان المرادي).
شارك والده الشيخ محمد حبرم في أول رحلة حج لأهالي القريات بالسيارة سنة 1369هـ / 1950م على دوج كندي موديل (1940م)، اشتراها والده الشيخ محمد حبرم من بقايا معدات الجيش الإنجليزي بالأردن بعدما انتهت الحرب العالمية الثانية.
لقد تعرفت على الاستاذ إبراهيم حبرم - رحمه الله - منذ ما يزيد على عشر سنوات فوجدته دائم الابتسامة التي لا تفارق محياه، وكان عظيم الاهتمام بجلسائه وزواره دائم السؤال عنهم وعن أحوالهم، وله اهتمامات كبيرة ودعم ومشاركة في أنشطة المحافظة المتنوعة خصوصاً المتعلقة منها بالمجال التعليمي والثقافي.
نعزي أنفسنا ونعزي أهلنا بمحافظة القريات في الفقيد الغالي، إنا لله وإنا إليه راجعون.
- د. نايف السنيد الشراري