د. محسن الشيخ آل حسان ">
اطلعت بالأمس على دراسة نفسية أمريكية من جامعة هارفارد ألامريكية أجريت على مجموعة من أفراد العصابات الإرهابية من بينهم (داعش و القاعدة)، وأكدت الدراسة أن هؤلاء الشباب الذين لم تتجاوز أعمارهم (بين 20-25 سنة) عاشوا وترعرعوا في بيئة أسرية مشحونة بالمشاكل والخلافات بين آبائهم وأمهاتهم. وتحدثت الدراسة عن أن الأبوين هما ركيزتين تربويتين، وبدونهما يصبح هذا العش الأسري بلا روح ولا هوية واضحة. وقالت الدراسة:»أن الأب والأم هما الموجهان، وهما من يجتهدا في توفير بيئة مستقرة سعيدة لأبنائهما. لكن في بعض الأحيان نجد أن عاطفة أحدهما تجاه الأبناء تتغلب على علاقتهما الزوجية، فيشب الخلاف بينهما، ويندفعان في تطبيق وجهة نظر تختلف مع وجهة نظر الآخر، ليزداد الخلاف بينهما، الأمر الذي يؤثر على علاقتهما الزوجية أولا ثم يخلق عقدة نفسية لدى أبنائهما من الجنسين.
و تحدثت الدراسة التي استطلعت آراء أكثر من (50) فردا من أفراد ألعصابات الإرهابية حول تنشئتهم وبيئتهم الأسرية و الذين أكدوا أنها بيئة (حرب وقتال و مشاكل و مشاحنات) بين آبائهم و أمهاتهم. حتى إن بعضهم قد أخذ جانبا من هذه المشاكل ودعم جانبا على الآخر. بل البعض قال:»دخلنا في استخدام العنف والقوة ضد الوالد الذي بدأ في ضرب وإهانة الوالدة».
نحن نعلم علم اليقين وبدون استثناء أن بعض الأسر تعاني من حين لآخر من الخلافات والمشاكل والمشاحنات الأسرية، ومن الصعب إخفاؤها عن أبنائهم وبناتهم، وعادة ما يكون الأبناء هم سبب هذه الخلافات والاختلافات وإن لم تحدث أمامهم، وللأسف فهذه الخلافات والمشاحنات تؤثر تأثيرا خطيرا في تربية الأبناء والبنات، وقد يمتد هذا التأثير معهم حتى بلوغ سن الشباب-كما هو حال أفراد العصابات الإرهابية التي أجريت عليهم الدراسية النفسية الأمريكية.