تاريخ اليهود في نشر كل ما هو شر وكل ما هو مسيء وفيه بلاء للناس أمر أثبته واقع تاريخهم الذي يكشفهم ويضعهم من وراء كل رذيلة وكل عمل غير أخلاقي. ونتيجة لذلك ولنواياهم وأهدافهم الشريرة والحقيرة، فقد أساء الناس الظن بهم دائماً. فهم ممن {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا} (المائدة 33).
ولأن بيد اليهود المال والإعلام فهم لا يفتأون ينفثون سمومهم من خلال الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية، فهم من وراء كل ما يتسم بالانحلال في الإعلام الدولي، هم حقاً من شياطين البشر، وعجلة المعركة معهم لن تتوقف، إذ هي معركة ذات جبهات متعددة ولهم دور في اتساع نطاقها وإذكاء حدتها من خلال دعمهم للإرهاب والمنظمات الإرهابية طالما لا يطالهم شيء من ذلك، إنما يضر بالغير، وها هو وزير الدفاع الإسرائيلي، موشيه يعالون يقول: «ليس من المتعة أو السياسة أن تقتل عدوك بيدك، فعندما يقتل عدوك نفسه بيده أو بيد أخيه فإن المتعة أكبر! وهذه سياستنا الجديدة: نشكل ميليشيا للعدو فيكون القاتل والمقتول من الأعداء». وهذا يفسر نشوء بعض المنظمات والمليشيات العربية المشبوهة. ولليهود باع طويل في نشر المخدرات في العالم خاصة في العالمين العربي والإسلامي. هذا إضافة إلى تعزيزهم للغزو الغرائزي والجسدي والعقائدي والفكري في العالم عن طريق وسائل الإعلام التي تقع تحت تأثيرهم. يرى اليهود أن معركتهم مع العرب والمسلمين حتى النصر عليهم وعلى دينهم، دين الإسلام. فلقد أصبح العالمان العربي والإسلامي بنظر اليهود وكأنهما معمل تجرى على الشعوب فيهما البرامج والأفكار المشعوذة، وتؤسس فيها الجماعات الإرهابية باسم الإسلام.
ففي إحدى رسائل الواتساب (Whats App) أشير إلى مقابلة تلفزيونية أجريت مع اليهودي مؤسس الواتساب حيث سأله المذيع: «لماذا جعلت خدمة الواتساب عند العرب مجاناً وأنت تعلم أنهم قتلة وهم العدو الأخطر على دولة إسرائيل؟؟!!» فرد قائلاً: «وهل يأخذ الراعي ثمناً من قطيع النعاج عندما يطعمها... نعم نحن في شركة الواتساب سياستنا كذلك فنحن زينا لهم هذا البرنامج ليدخل كل بيت بدون استئذان وسندمر صغارهم قبل شبابهم. سندمرهم بأيديهم ونحن نتفرج عليهم من بعيد».
وفي الماضي القريب تم تداول رسالة عن طريق «الواتس أب» تضمنت «لقاء في قناة إسرائيلية مع (مالحوم أخنوف) صاحب فكرة ستار أكاديمي». وبافتراض صحة اللقاء ودقة مضمونه، وبصرف النظر إن كان البرنامج مستمراً (باللغة العربية) أو توقف عن البث فإنه حسبما ذكر، لم تعط وسائل الإعلام العربية والإسلامية مساحة كافية عن خلفيات البرنامج والمساوئ الناتجة عنه، بل تم الترويج له من بعض الصحف العربية رغم محتواه الراقص والغنائي وخلوه من الفائدة..، ومما شوهد وكتب عنه جعله يمثل خطراً على الشباب، العرب والمسلمين، ذكوراً وإناثاً. ففي الدرجة الأولى يهدف البرنامج لأن يتحلل الشباب المسلم من الأخلاق والحياء والتحلل من الروابط والقيم والعادات والتقاليد الإسلامية (العظم الفقري للمجتمع الإسلامي) وإبعادهم عن دينهم بل وتدميره في عقولهم وفي أخلاق أتباعه، والقضاء على الغيرة الدينية والقيم الإسلامية لديهم. بمعنى آخر إفساد المجتمع الإسلامي بعامة. ذلك لأن محتوى البرنامج يتضمن مخاطبة الغرائز والعواطف وإشاعة الفساد الأخلاقي، ويتخلله الاختلاء المحرم وما يتعارض مع الذوق العام. واستهداف المرأة، خاصة المسلمة، من قبل اليهود أمر واضح. «ستار أكاديمي» (باللغة العربية) برنامج أثبت أنه أُعد للإفساد في الأرض ولهدم القيم الإسلامية. فهو في حصيلة التحليل برنامج تافه وساقط وبعيد عن البراءة بعد الشرق عن الغرب، وهو كما قيل عبارة عن «عبث أخلاقي» أو «فوضى أخلاقية»، وما هو إلا عبارة عن غزو تغريبي. ثم إن البرنامج عبارة عن إهانة موجهة لكل من يشارك فيه أو يشاهده، وفيه إشغال للمشاهدين عما هو أهم في حياتهم من الخبث الإعلامي لليهود.
مجمل ما قاله مالحوم أخنوف في اللقاء آنف الذكر التالي: «لقد أخذ برنامج ستار أكاديمي، الكثير من عمرهم حتى تمكنوا من الوصول إلى غايتهم في عقر دار الإسلام، فقد جلسوا سنين كما يقول حتى أدرجوه في الدول الغربية ثم إلى الدول العربية، وهذا أنجح خطة كما يقول في مسيرة الدولة الإسرائيلية، وكانوا متأكدين من نجاح هذه الفكرة، لأنهم كما يقول يعلمون أن المسلمين اليوم ابتعدوا عن دينهم والشباب المسلم في نفس الوقت أصبح يميل إلى الالتزام الإسلامي الذي لو كبر سيقضي على دولتهم (إسرائيل)، وستار أكاديمي وسيلة للوصول إلى المسلمين كما يقول لإبعادهم عن دينهم، ويخططون كما قال لغزو البنات المسلمات لأنهم يعلمون إذا انحرفت المسلمة سينحرف جيل كامل من المسلمين، ويقول هم اليوم يحرصون على غزو المسلمة وإفسادهاَ عقليا وفكرياً وجسدياً أكثر من صنع الدبابات والطائرات الحربية، وحسب قوله فقد ساعدهم على انشغال المسلمات (البلاك بيري) والبرامج الأخرى التي هي جزء من الخطة، ويؤكد لحوم أخنوف أن لهم يدا في ستار أكاديمي الذي يقام حالياً في لبنان فهم يتبرعون كل يوم لهم هناك بمبلغ من المال والبرامج هناك تحت إشرافهم (الإسرائيليين)، وفي ختام اللقاء يقول أخنوف للإسرائيليين أن يستغلوا نوم الأمة الإسلامية فإنها أمة إذا صحت تسترجع في سنين ما سلب منها في قرون».
خلاصة القول هي أن الاستفادة من مثل هذا اللقاء تكمن في ترك البرامج التغريبية مثل «ستار أكاديمي» وأمثاله من البرامج (أرب آيدال Arab Idol وأرابس قوت تالينت Arabs got talents) والمسلسلات الأجنبية ذات الطابع السلبي إذ الملاحظ تعلق بعض الشباب بها وباحتفالات غربية مثل (فلنتين دي Volentine Day) والكريسمس وعيد رأس السنة الميلادية، وكذا إحياء مناسبة كذبة ابريل. وبالنسبة للمشاركين في ستار أكاديمي فهم إلى الضياع والميوعة أقرب، وما كانت مشاركتهم ممكنة لو لم يقبل أولياء أمورهم ذلك، وهذا مؤشر لغياب التربية العائلية والتربية المدرسية. لذلك تجدر مقاطعة ما تبثه القنوات من عبث وخبث دخيل لأن في ذلك اعتداء على الشباب وتجهيلا لهم وإشغالا لهم عما يفيدهم، وبالتالي فيها تخريب للأجيال ومعارضة للمثل والقيم الفاضلة والأخلاق الكريمة التي فيها حياة وعز الجميع. المهم أن توقف كل هذه القنوات بثها للغث من برامجها وإن استمرت في ذلك فتقاطع القنوات نفسها. وبشكل عام فقد يتطلب الأمر توعية الجميع من مختلف الأعمار بخطر مثل هذه البرامج والمسلسلات الأجنبية على الدين والوطن والأخلاق والعادات والمثل والتقاليد الخيرة. هذا مع إيجاد البدائل الإبداعية التي ترفع فيهم الروح التنافسية الشريفة وتجعلهم يصرفون النظر عن مثل هذه البرامج.
ومهم بدرجة كبيرة توعية المرأة المسلمة عن هذا العبث والخبث اليهودي، فهي مقصودة لأنها صانعة الأجيال، وفيها قال الشاعر حافظ إبراهيم:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
الأم روض إن تعهده الحيا
بالري أورق أيما إيراق
الأم أستاذ الأساتذة الأولى
شغلت مآثرهم مدى الآفاق
والله أعلم.
- عبد الله بن عبد المحسن السلطان