الجزيرة - محمد عبدالرحمن:
يقع الإنسان الشرق أوسطي بشكل عام، والعربي المسلم بشكلٍ خاص في موقف الاتهام والريبة والنظرة الدونيَّة المرتبطة بالإرهاب، واستطاعت السينما الأمريكية ترسيخ هذا المفهوم عند المشاهدين.
وفي غالبية أفلام «الحركة» إن لم يكن جميعها فإن أي شكوك ناحية الإرهاب والعنف تغضب عند العرب والمسلمين في المقام الأول، ثم يأتي بعدهم الروس وعصابات المافيا الإيطالية أو المكسيكية ونحوها.
أمريكا لا ترى في الإنسان العربي أي «نموذج» حضاري يمكن تقديمه من خلال أفلامها التي دخلت «كل» بيوت العالم، ولذلك فإننا نشعر أنَّ هذه الآلة العظيمة «السينما» استطاعت هوليوود من خلالها أن تعطينا تفاصيل الحياة في كل الولايات المتحدة ونمط حياتهم، بل إنني أذكر ما قيل سابقاً أن قوة أمريكا تكمن في استخباراتها وهوليوود.
في عدة أفلام اختلف السيناريو حول إشكالية تقع في طائرة ركاب مدنية، وفي كل فيلم من هذه الأفلام تصادف وجود شخص عربي مسلم بلونه الحنطي ولحيته ومعتمراً كوفيَّة أو طاقية، ومباشرة ينظر إليه كل الركاب بنظرة الشك والاتهام، وأنه سبب هذه المشكلة وقد يكون مختطفاً أو انتحارياً أو منتمياً للقاعدة، وهكذا تسير حكاية الفيلم.
هذه هي السينما الأمريكية وقد نحتاج لأكثر من مائتي عام حتى نطمس جزءاً من هذه النظرة التي يقودها يمينيون أو يساريون في ماكينة الإنتاج السينمائي الأمريكي، الذين يرون فينا كائنات تافهة لا همَّ لها سوى بيع الأسلحة المحرمة أو التمرّد على الحكومات والنظام العالمي أو دعاة فسق ودعارة، بينما المشاهد العربي يصفق سعيداً لنهايات الفيلم دون قراءة جيدة لما بين سطور الفيلم الخبيثة.
هكذا نظرة لن تتغير طالما بيننا من يصفق «علانيَّة» لجماعات القتل والتكفير أو التبرير لهم، ولن تتغير هذه القناعة طالما هناك من يحمل القرآن بيد ويقتل الأبرياء بيد أخرى، حتى وإن تبرأنا منهم (حكومات وشعوباً) ليلاً ونهاراً فإن في أذهان صنَّاع السينما الأمريكية مادة «لذيذة» لتطعيم أفلامهم وحتى يأتي «بطل» خارق يقتلهم واحداً تلو الآخر.
بطولات أفلام الحركة الأمريكية قامت على هذه الدعاية الرخيصة، ولولا ذلك لكانت بطولاتهم بينهم دون الاستفادة من رؤية العربي البوهيمي الحيواني الشهوة في اعتقادهم.