أشير إلى ما نشر في صحيفة الجزيرة يوم الثلاثاء العاشر من ذي القعدة لهذا العام (1436هـ ) صفحة رقم (6) بعنوان ( 15 مليون كتاب سلمتها إدارة مستودعات الرياض )، حيث سلّم لمدارس منطقة الرياض وعددها (أربعة آلاف مدرسة) حكومية وأهلية للمراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وسوف تقوم إدارة المستودعات بإيصال باقي الكتب الدراسية المتأخرة من كتب الرياضيات والعلوم للصف الثالث والابتدائي وكتب المرحلة الثانوية بنظام المقررات والنظام الفصلي .
أقول إنّ وزارة التعليم دأبت منذ عشرات السنين على طبع المناهج والكتب المدرسية لجميع المواد المقررة تدريسها في جميع المراحل، يقوم بتأليفها بعض المتخصصين من رجال التربية والتعليم ( مواد دينية - مواد اجتماعية - ثقافة -إسلامية - مواد رياضيات مواد إنجليزية - علوم - تربية وطنية) , وهكذا كل عام البعض من هذه المناهج يمتد تدريسه وتعليمة إلى نهاية العام الدراسي.
والبعض من هذه المواد يتم طباعتها مرة أخرى مع بداية الفصل الدراسي الثاني ومن ثم مصير هذه الكتب إلى حاويات النفايات بعد تمزيقها من قبل بعض الطلاب، غير آبهين بما تحمله بعض الكتب والمناهج الدينية من آيات قرآنية مطبوعة وأحاديث لنبينا وحبيبنا (محمد صلى الله عليه سلم)، فالعدد الذي طُبع من هذه الكتب والمناهج كما ذكر في ( الجريدة ) هو (15 مليوناً). كتاب خاص بمدارس منطقة الرياض للمراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية، فكم من المبالغ سددت لتأمين هذه الكتب لمنطقة الرياض لوحدها، فما بالك للمناطق الأخرى في جميع مناطق المملكة من مدارس (في المدن الرئيسية في المملكة والمحافظات المراكز والهجر) سوف تصل إلى المليارات من الريالات، فما رأي وزارة التعليم والقائمين على طباعة هذه الكتب من رجال التربية والتعليم، على تحويل هذه المبالغ التي صرفت على طباعة هذه المناهج والكتب، إلى تأمين محمول لكل طالب وطالبة (أيباد) في جميع المراحل تفرغ هذه المواد جميعها في هذا الأيباد لخفة حمله ووضوح قراءته وقربة من أبصار الطلاب والطالبات، بدلاًَ من حمل الحقائب المحملة بعشرات الكتب التي يعجز الطلاب من حملها وخاصة المراحل الأولى من المرحلة الابتدائية، وقد ورد في بعض وسائل الإعلام أنّ تكلفة المستلزمات المدرسية بما فيها الحقائب قد يتجاوز الثلاثة مليارات على حساب أولياء الأمور رجالاً ونساء، مع أنّ جميع طلاب العلم في جميع المراحل يعرفون ويجيدون تشغيل هذه (الأجهزة الذكية) (الأيباد) الصغار قبل الكبار، وقد يجدون متعه في تشغيل هذه الأجهزة ويرغبونها ويقبلون عليها، وهذا مما يثبت المعلومة التي يراد إيصالها للطالب من المعلم، وبالتالي فهمها وإدراكها وفهم معانيها، بدلاً من التلقين وحشو أدمغة الطلاب بالحفظ، وعند نسيانها يفقد كل معلومة ومعنى مما حفظه والله من وراء القصد.
آخر السطور (للشاعر يوسف محمد المطلق) (جريدة الجزيرة):
(وين إنت يالغالي عسى ما بك أخلاف
لك مدة ما بان نورك علينا)
(ترى القمر لا غاب لابد ينشاف)
مندل عبد الله القباع - خبير اجتماعي