حمد بن عبدالله القاضي ">
إذا استطاعت وزارة الشئون الاجتماعية أن تعمل وفق هذه الرؤية الاجتماعية الرائعة -وهي قادرة بإذن الله- فستتحقق تحولاً اجتماعياً كبيراً في حياة وحاضر ومستقبل المستفيدين من خدماتها الإنسانية والاجتماعية بل إن هذا التحول سينعكس على مستوى مجتمعنا كله!.
أقرؤوا معي مفردات رؤية ونهج عمل الوزارة الجديد، ولا أقول شعارها فقد مللنا من ترداد كلمة الشعار والتغني، به فضلاً عن تكاليف»الشعارات» ووالتي هي شعاراً فقط فلا إنجازاً تحقق ولا هدفاً تصل، بل تظل شعارات براقة.
لكن هذا النهج الذي أطلقته الوزارة أمر آخر بعد أن أمسك بحقيبتها «الوزير الإنسان الجاد» د. ماجد بن عبدالله القصيبي -أعانه الله ورحم والده-.
هذا النهج الطموح يأتي وفق الرؤية التي تستشرف المستقبل مثلماً تنجز بالحاضر متطلبات المستفيدين من مؤسساتها الاجتماعية، بدأت الوزارة بطموح وجهد وزيرها وبمعاضدة زملائه من وكلاء ومسؤولين وموظفين، ومع شركائها بالجمعيات الخيرية من منطلق هذه الرؤية.. بدؤوا يرسمون عملهم بتحديد الصعوبات والتحديات أولاً، ثم رسم الخطط لتجاوزها، ثم الشروع بتنفيذ وإنزال هذه «الرؤية الثلاثية» على أرض الوطن ليعيش المواطن فيه منتجاً لا مستعطفاً وقوياً لا ضعيفاً ومساهماً بالتنمية على قدر استطاعته وظروفه، بحيث تكون كافة أطياف وأفراد المجتمع مشاركة بكل مفاصل الإنجاز والتنمية.
لنقرأ سوياً أبعاد هذه الرؤية الاجتماعية المستنيرة للوزارة ومفردات خطابها الاجتماعي وهي تتكون من ثلاثة أهداف:
- الانتقال من الرعوية إلى التنموية.
- الانتقال من الضمان إلى الأمان.
- الانتقال من الاحتياج إلى الأمان.
تأملوا أثر هذه أبعاد هذه المفردات التي بدأت الوزارة فعلاً تهيئ خططها وآلياتها وميزانيتها وفق خطابها العملي الجديد،
- فالهدف الأول إذا تحقق بإذن الله، فسوف تتقلص عندها مفردة الرعاية التي تشي بالضعف للمحتاجين من معاقين وكبار سن وأيتام وعجزة وفقراء ليكونوا مشاركين بالنماء حسب قدرتهم وليس منتظرين فقط للرعاية.
- أما الهدف الثاني وهو أروع وأحسب أنه الأكثر قرباً للتحقيق عاجلاً، فهو يهدف إلى نقل مشمولي الضمان الاجتماعي الذين عاشوا طوال العقود الماضية من متلقين للمعاشات والمساعدات إلى عاملين منتجين يحصلون على أجور تفوق ما ينالونه من مساعدات ومعاشات، وذلك بعد أن يتم تدريبهم على مهن ومهارات يحتاج إليها المجتمع وما أكثرها وحسبنا أن نعرف أن لدينا تسعة ملايين وافد، من يعملون منهم، بمهن بسيطة لا تحتاج إلا لتدريب بسيط على مهنة أو مهارة يزيدون على 50 %، أي أربعة ملايين ونصف مليون عامل ومهني.
- أما الهدف الثالث وهو من الاحتياج إلى الإنتاج، فهو يشمل أعداداً كبيرة من المستفيدين من خدمات وميزانية الوزارة سواء من الذين تتولى الوزارة القيام بمطالبهم أو تعينهم الجمعيات الخيرية والتطوعية والاجتماعية، فالوزارة الآن تعيش حراكاً فاعلاً بقيادة وزيرها الذي سمعت أنه يقضي الساعات الطوال بمكتبه.
هذه الأهداف لم تجعلها الوزارة مجرد تنظير يعجب القراء والسامعين، بل بدأت فعلاً أول مراحل تفعيلها على أرضية عبر مؤسساتها وأجهزتها.
بقى أخيراً: أن يواكب هذه الرؤية الاجتماعية الطموح خطاب إعلامي شامل لتشكيل الوعي حولها وتوفير القناعة بأهدافها، فهذا أدعى لنجاحها عندما يتم الاقتناع بها سواء من قبل المتلقين لخدمات ومساعدات الوزارة، والجمعيات التي تشرف عليها، أو من مؤسسات المجتمع المدني، بل ومن قبل أبناء الوطن كافة من رجال أعمال وغيرهم.
وبعد:
هذه الرؤية إذا تحققت بحول الله ستجعل المجتمع مستقراً، وأفراده منتجين، وهي أخيراً الخطة العملية التي ستقضي على الفقر أو تقلصه إلى أقل مستوياته.