د.محمد أحمد الجوير ">
ما أشبه الليلة بالبارحة، أو كما يقال، التاريخ يعيد نفسه، بمختلف صوره، وتنوع حوادثه، التاريخ الإسلامي مليء بالحوادث المؤلمة، التي ساهمت بالتخلف حيناً، وبالتوقف عن الزحف النهضوي المتنوع أحياناً أخرى، مرت حقبات تاريخنا، بصراعات مذهبية، ساهمت بضعف أمتنا والتسلط عليها، سواء من الصليبيين أو التتار، أو كانت صراعات بين السنة والشيعة، وتلك حوادث مبسوطة في كتب التاريخ والفرق والمذاهب الفكرية، وليس هذا هو شأن حديثنا في هذه المقالة، الحشاشون في عنوان المقال، ليس بالوسع جهلهم، فهم طائفة إسماعيلية نزارية، تزعّمها، ما يعرف بشيخ الجبل (الحسن بن الصباح- ت518هـ) لمواجهة الدولة العباسية، ممثلة بدويلة (السلاجقة) السنية، كان الحسن بن الصبّاح، بحسب ما تذكره المصادر التاريخية، يجمع الغلمان والمردان والصبية الصغار الغر، ويعلمهم مبادئ الإسماعيلية وتعاليمها، ثم بعد ذلك يعلمهم فنون المكر والخداع والشعوذة، مع فنون الاغتيال بالخناجر والسكاكين وفنون القتل بالسم، وفي أثناء مراحل التعليم، يجعلهم يتناولون نبات (القنب الهندي) المعروف (بالحشيش) وهو نبات مخدّر، ومعروف علمياً أن المدمن، لا يستطيع أن يمارس حياته، إلا بوجود المخدر، الذي أدمنه، وإذا قُطع عنه يصبح كالمجنون، وعلى استعداد لعمل أي شيء، حتى ولو كان القتل أو بيع أطفاله، لدرجة التفريط في عرضه، أو أنه يخون وطنه!!، أو يكفر بربه، معلمو النزارية الحشاشون، يتحكمون بالمدمنين عن طريق التحكم بكميات الحشيش المقدمة لهم، وكان الهدف الرئيس من إعدادهم، هو لتنفيذ أعمال (الاغتيالات الانتحارية) ولذلك كان يسميهم الحسن بن الصبّاح (بالفدائيين أوالفداوية) وهم المعروفون عبر تاريخ المسلمين (بالحشاشين نسبة لتعاطيهم الحشيش،ومن أشهر جرائمهم التي ارتكبوها بتخطيط وتوجيه مباشرين من شيخهم الحسن بن الصبّاح، اغتيالهم الوزير السنّي (نظّام الملك) سنة485هـ في نهاوند، عن طريق صبي فدائي، كما يحلو للباطنيين تسميته، وهو ما يطلق عليه في هذا العصر (بالانتحاري) هذا الصبي تنكر بزي رجل صوفي، وبعد نجاح عملية الاغتيال، قال الحسن الصباح «قتل هذا الشيطان هو بداية البركة» وبالفعل بدأت بعده سلسلة من الاغتيالات ضد ملوك وأمراء وقادة جيوش وعلماء دين، استمرت حتى استولى (هولاكو) التتار على قلعة آلموت حصن الحسن بن الصبّاح، ما سبق، معلومات تاريخية ثابتة ومتداولة وشائعة، في التاريخ، وعند كتاب الفرقالطوائف، والموسوعات الحرة، وعلى ألسن المتخصصين في علم الفرق والمذاهب المعاصرة، ليس بالوسع تفنيدها، لتواترها ،ولا يُظّن أن من أوردها، قد ابتدعها لنفسه، أوتعد سابقة له، هذه إطلالة سريعة من أجل المقارنة مع ما ابتليت به بلادنا في هذه الحقبة، من غلمان، يحاكون صبية الحسن بن الصبّاح، يغلب على طباعهم ومن يحرضهم، الشر، شر ظاهر ومعلن، وشر خفي، الشر الظاهر، يتجسد بأولئك الأشرار من أصحاب الفكر الضال، وبالأخص، عار هذا العصر، وهم (الدواعش) الذين التصق بهم فعل مشين لا يقره دين ولا عقل، تفجير بيوت الله وتفجير بوابات المجمعات الأمنية ،وقصد رجال الأمن، بواسطة (غلمان) لا يحسنون الوضوء للصلاة ، انغسلت عقولهم بسهولة، يشبهون تماماً (صبية) الحسن بن الصبّاح، المعروفون (بالحشاشين) والفارق بينهما، أن هؤلاء من غلاة السنة وجهلتهم، وأولئك من غلاة الشيعة الباطنية (الإسماعيلية) حتى باتت هذه الجرائم الانتحارية، من سماتهم البارزة، يفتخرون بها، لما يعتقدونه في أذهانهم، من وعد للفوز بالحور العين التي تنتظرهم، كما وعدهم بذلك شيوخهم ودعاتهم الضالون، المحركون لهم من الباطن، والشاحنون لعقولهم، شحناً يشبه (مخدر) الحسن بن الصباح، أما الشّر الخفي، هو ذلك التحريض الملوّن، الذي يتصدى له ثلة من عديمي الضمير، والذين يحاكون الثورات المشتعلة في محيطنا، ويتمنون أن يكتوي الوطن بنارها، دعاة على أبواب جهنم، غير خافين، تسجيلاتهم وأصواتهم المحرضة والمزلزلة، تدينهم، يكفي أنهم لا ينبسون ببنت شفة، عندما يحدث تفجير يرتكبه انتحاري (داعشي) ينتمي لفصيلة الحشاشين، وإن استنكروا، غلّبوا جانب الإنكار الصوري، معتمدين أساليب التورية، لا يمكن لهم تسمية المتهم الرئيس (داعش) مما يشي بتعاطفهم مع التنظيم الإرهابي (داعش) الذي هو خلف هذه الأعمال الانتحارية، يشارك هذه النوعية، ثلة سخّرت مواقع التواصل الاجتماعي، لتنفيذ أجنداتها الشريرة،القاسم المشترك في تحركاتها، التعاطف مع كل ماهو مخالف لنهج المملكة وسياستها، لاسيما الخارجية، والطامة الكبرى عندما تراهم يجيشون أتباعهم (الجهلة والغوغائية) ويشحنونهم ضد توجهات قيادة الوطن أو العلماء المعتبرين، يجمعهم الجهل بأمور الدين والسياسة، ومع ذلك تجدهم يحشرون أنوفهم في كل ما ليس لهم فيه طرف، وعندما ترى أساتذة جامعات وموظفون بإدارات تعليم، يهيجون الرأي العام، تتمنى لو أن الجهات ذات العلاقة، تحركت حمايةللشباب من غلوائهم واتقاء لشرهم، فالطلاب والطالبات بقاؤهم في جامعاتهم ومدارسهم، أكثر من بقائهم في منازلهم، مما يجعلهم عرضة لتشكيل عقولهم من أرباب الفكر الضال والمتعاطفين معهم، فداعش، فكر يتنامى ويتمدد، وعدد كبير من أبنائنا (الغر) متورطون فيه، وهو ما تظهره بيانات وزارة الداخلية الأخيرة،مدادهم الخفي (المحرضون والمتعاطفون) معهم، مراقبة (تويتر) بالذات، مطلب مهم، لمعرفة (المحرضين والمؤلبين والشاحنين والمتعاطفين، المتخفّين) من جميع الأطياف (سنّة أو شيعة) متشددون، طفح كيل شرّهم وأذاهم، داخل الوطن، (تويتر) بات كشّاف استخباراتي، يقدم خدماته، دون عناء أو تكلّف، وتلك من حسناته الظاهرة..ودمتم بخير.