د. محسن الشيخ آل حسان ">
أتذكر مقولة شهيرة للأديب و المفكر عباس محمود العقاد قوله: «إن الحب الأول هو الأخير»..وقال الشاعر أبو تمام:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى
وحنينه أبدا لأول منزل
ولكن الأغلبية تقول:» إن الحب هو حالة خاصة و انسجام بين طرفين, فهل يمكن أن يعيش المرء هذه الحالة أكثر من مرة و مع أكثر من إنسان, أم أن الحب الحقيقي هو الحب الأول فقط, وما دونه هو فقط فقاعات صابون تطير في الهواء و تنفجر وحدها؟
لكن هناك أيضا من الناس من يرى أن الحب كائن و إحساس متجدد, ((والقلب يعشق كل جميل))كما قالت سيدة الغناء العربي أم كلثوم , ويهوى مرة هذا القلب بل مرات, ولكل مرة إحساس و مشاعر خاصة و تجارب فريدة. ومن هذا الفريق الشاعر الأصفهاني الذي قال:
دع حب أول من كلفت بحبه
ما لحبيب إلا للحبيب الآخر
دنياك يومك دون أمسك فاعتبر
ما السالف المعقود مثل العابر
غريبة أحوال هذا الإنسان و تناقضاته و تضاربه حتى في مشاعره و أحاسيسة ووجهات نظره في أغلى و أعلى و أثمن و أعز شيء يحدث في حياته الحب! هل يمكن أن يظل الإنسان أسير الحب الذي مضى وولى؟ أم هل يستطيع أن يطوي خلف ظهره صفحة مليئة بالذكريات الجميلة والحنان والعاطفية و يجرب مشاعر و أحاسيس جديدة مع شخص أو أشخاص آخرين؟
أظهرت مجموعة من الأبحاث و الدراسات النفسية و العلمية أن هناك خارطة للحب في عقل كل إنسان, رجلا أو امرأة, تساعده على معرفة الشخص المناسب للارتباط به أم الانفصال عنه. و تضم هذه الخريطة مجموعة من المميزات و المواصفات في الطرف الآخر.
و توصلت دراسة بريطانية نفسية أجريت على 3000 رجل و امرأة, كشفت أن أكثر من 50% من الرجال يقعون في الحب من أول نظرة, بينما أكثر من 70% من النساء أكثر حذرا وتخوفا من الوقوع في الحب من أول نظرة!
سؤالي للقراء الأكارم من الرجال و النساء: من منكم يؤمن أن الحب الأول هو الحب الأخير ؟؟