الحرب والسينما.. فيتنام أنموذجاً ">
إعداد - عبدالمحسن المطيري:
تعامل السينما الأمريكية مع حرب فيتنام يتطور ويختلف مع مرور الوقت، فنجد أن الصبغة الأساسية للسينما الأمريكية تجاه الحرب في بداية الستينات هي مترددة، منحازة بشكل كامل لأمريكا أو تمثل حالة صريحة من البوربجندا مثل فيلم جون وين «Green Berets»، بينما نجد تراجعاً في الآراء الإيجابية يقابله نقداً حاداً تجاه السياسة الأمريكية مع نهاية الستينات والسبعينات مثال حالة «The Deer Hunter».
الحالة الأكثر تذمراً هو فيلم «apocalypse now» والذي يعتبر الأكثر تشدداً في التصريح ضد الحرب، وفي الثمانينات كان عقداً أكثر تطرفاً ومعارضة للحرب مثال حالة فيلم «Platoon»، أما في عصرنا الحالي فقد تغيّرت الرؤية تماماً، وتمثّل ذلك في فيلم التسجيلي الخطير «sir no sir»، الذي يعتبر الفيلم الوثائقي الأكثر جرأة وصدقاً تجاه الحرب. أثناء وبعد حرب فيتنام تغير أسلوب صنّاع الأفلام في الولايات المتحدة في التعامل مع الحروب التي تخوضها دولتهم، خصوصاً بالتعامل مع حرب فيتنام، ففي عام 2011 كنت في جنوب ولاية أوريغون في بلدة صغيرة تدعى آشلاند، وتشتهر المدينة هي بثقافة السلام، والنشاط البيئي، وما يسمى الهيبيز، والذين يملكون مشاعر مناهضة لحرب فيتنام منذ الستينيات.
التقيت ببعض ممن يطلق عليهم قدامى المحاربين، وكان بيننا العديد من النقاشات التي تعلمت منها السياق التاريخي لحرب فيتنام والتأثير السيكولوجي على المجتمع الأمريكي أثناء وبعد الحرب، وتعامل السينما الأمريكية مع حرب فيتنام أصّلَها بشكل مفصل الدكتور مارتن نوفيلي، المتخصص في تدريس مادة تاريخ السينما في حرب فيتنام بخبرة دامت 25 عاماً، ووجدت فيه محاضراً يملك تفسيرا عميقا إزاء الحقائق التاريخية حول هذا الموضوع الشائك وهو حرب فيتنام وتعامل السينمائيين معه.
يرى الدكتور نوفيلي أن معرفة السياقات السياسية والاجتماعية مهمة قبل وأثناء وبعد حقبة الحرب، فهم بعض السينمائيين للحرب وقتها كان محدودا ومحصورا لسبب واحد فقط وهو الصراع بين المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة، الشيوعية مقابل الرأسمالية أو النيو ليبرالية في جنوب آسيا.
وبحسب الدكتور نوفيلي يعتقد أن حرب فيتنام هي امتداد لصراع طويل بين الفيتناميين كشعب والمحتلين أو المستعمرين من بلدان أخرى؛ قبل الحالة الأمريكية كانت هناك حالة الاستعمار الفرنسي، أيضاً من أسباب الحرب الصراع على الموارد الطبيعية والغذائية أهمها المطاط والأرز وأخيراً، أيضاً كانت حرب فيتنام مهمة لإكمال هيبة الولايات المتحدة والتي لا تقهر بعد أن هزيمة دول المحور في الحرب العالمية الثانية، الأسباب الأخيرة لم يأخذها بعين الاعتبار صنّاع الأفلام أثناء تعاملهم مع حرب فيتنام في السينما الأمريكية.