الخطباء أدوا واجباً كبيراً في مواجهة الغلو ومواجهة الاستهتار بالشريعة من التيارات التي لا تقيم للدين وزناً ">
الجزيرة - واس:
أكد معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس مجلس الدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ أن تنظيم الوزارة لبرامج الانتماء والمواطنة هو لأجل فتح آفاق لفهم الدين والشرع، مبيناً أن أصل الانتماء والمواطنة لفظان متعلقان بالوطن.
وأوضح معاليه خلال الكلمة التي ألقاها مساء أمس بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات في فندق الإنتركونتيننتال بالرياض، في ختام أعمال «برنامج التأصيل الشرعي لفقه الانتماء والمواطنة» الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة في وكالة الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد ومعهد الأئمة والخطباء، أن حب الوطن فطري ولكنه صار شرعياً بتخصيص النبي - صلى الله عليه وسلم - له في مواطن كثيرة جداً منها: (اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد)، مع أنه قد هاجر من مكة، وكما قال لما أقبل على أُحد: (أحد جبل يحبنا ونحبه).
وقال: إن حب الوطن جاء الشرع بتأكيده يعني نقله من الفطرية إلى تأكيده شرعاً، لذلك جاء اللفظان الانتماء والمواطنة متعلقين بالوطن، الانتماء للوطن وهو المراد بهذا البرنامج، أما الانتماء فهناك عدد كبير من أنواع الانتماء التي حض الشرع عليها ولكن المقصود هنا الانتماء إلى الوطن.
وأشار معاليه إلى أن البيعة بمقتضاها الشرعي يتساوى فيها الناس في البلد، في حقوقهم، وفي دفع الأذى عنهم، وفي جلب الخير لهم، وعليهم سواسية واجبات، وفي التشريعات المختلفة جاءت المساوات في الشرع بين أصناف الناس.
وقال: الخطباء أدوا واجباً كبيراً على مدى السنوات العشر الماضية وقبلها بعقود في مواجهة الغلو ومواجهة الاستهتار بالشريعة والدين من التيارات التي لا تقيم للدين وزناً، ولا للشريعة مكان فنحن مخاطبون ديناً أن نكون أقوياء في ديننا في مواجهة الغلو الذي نهى الله - جل وعلا - عنه ونهى عنه نبينا - صلى الله عليه وسلم - وأيضاً مواجهة الذين يريدون إفساد العقول بالشبهات.
وأضاف معاليه: إننا في المملكة العربية السعودية بخصوصها مستهدفون بإيجاد البغضاء بيننا التي هي طريق الفوضى، وكما تعلمون من يريد الإيقاع بكم طريقه الأول الفوضى، التي تقودها جهات عديدة مختلفة.
وكان الحفل قد بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى مدير معهد الأئمة والخطباء الدكتور فهد بن سليمان الخليفة كلمة أكد فيها أن صدق الانتماء لهذه الدولة المباركة والحكومة الراشدة، ليست فقط أعلاماً ترفرف، ولا شعارات تعلق، ولا كلمات تنمق، وإنما الانتماء صدق ووفاء، حب وعطاء، الانتماء ليس شعوراً بل هو سلوك وممارسة، وليس أقوالاً تلفظ، بل أعمال تتحقق، وواقع يصدق.
عقب ذلك ألقى فضيلة وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري كلمة قال فيها: إذا كان لأمة أن تفخر بوطنها وتعتز بقيمته وتاريخه العظيم، فإن لهذه البلاد المباركة القدح المعلى في ذلك ؛ لأن فيها الحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، ومنها انطلق نور الإسلام في أصقاع الأرض.
وبيَّن فضيلته أن من أهم الواجبات التي تقع على المواطن طبقاً للشرع المطهر: واجب الطاعة، فالمواطن ملتزم بأن يطيع الأوامر والأنظمة الصادرة من أُولي الأمر، كما أنه ملتزم بالنصح لهم في إطار أحكام الشرع دون شطط، وطبقاً للضوابط الشرعية، كذلك من أهم الواجبات التي تقع على المواطن مراعاة المصالح العامة المعتبرة للمسلمين، والبعد عن كل ما يؤدي إلى الفتنة أو إثارة القلاقل، باعتبار أن وحدة الأمة واستقرارها من أهم المقاصد الشرعية المعتبرة، وللمواطن الحق في أن يعيش في مجتمع يتمتع بالكفاية والعدل، وله الحق في العيش متمتعاً بحياة حرة كريمة، كما أنه له الحق في العيش في مجتمع يطبق الشرع المطهر، وأن تعمل الدولة على تنمية ورفاهيته في إطار الشريعة الإسلامية وطبقاً لأحكامها، وبالقدر الذي يتواءم مع قدرات البلاد ومدخولاتها.
وقال: إن نظام المواطنة في الإسلام هو التطبيق العملي لما جاء به هذا الدين الحنيف من تشريعات سامية، تدعو إلى بناء مجتمع على أساس من العدالة والتعاون، متحررٌ من قيود العبودية والظلم الاجتماعي، من غير تفريق بين شخص وآخر، أو تفضيل جنس على جنس، فإن حقوق المواطنة في الإسلام مازالت تؤكد تفوقها الذي نعمت به على حضارات العالم حتى الوقت الحاضر، فهي تنزه عما يشوب الحضارة العالمية الحديثة من تعصب عنصري.
وأضاف نحن في هذه البلاد المباركة أنعم الله علينا بنعم كثيرة، أولها: نعمة الإسلام، ونعمة الأمن والاستقرار، ونعمة القيادة الراشدة العادلة التي تمثل الإسلام وطبقته منهج حياة ونظام دولة، حفظ الله لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وفي نهاية الحفل الذي تخلله عرض مرئي، وأبيات من الشعر - كرّم الوزير آل الشيخ، أصحاب الفضيلة المحاضرين في البرنامج، والراعي الرسمي للبرنامج مؤسسة محمد بن عبدالله السبيعي الخيرية، والدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، ومدير مكتب الوزير المساعد للبرامج والمناسبات المشرف على الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام رئيس اللجنة الإعلامية للبرنامج عبدالله بن مدلج المدلج، والدكتور فهد بن سليمان الخليفة.