كلنا يشاهد تطور مدينة الرياض من خلال عملية البناء المتسارعة وذلك ليس لأنها عاصمتنا فحسب بل لأننا نشاهد تطور المملكة في كافة المجالات، لذلك تعاني المدينة من مظاهر التطور والتمدد الحضري، حيث تعد من أعلى معدلات الكثافة السكانية، ولأن للتطور حسنات فهناك مساوئ تحدث بجانب كل تطور تغيب عن ذهن المسؤول لأن اهتمامه منصب في ذلك التطوير، وللأمانة تقوم الأمانة بأعمال جيدة لا بأس بها، لكن هناك مشكلة لم يلتفت إليها المسؤول لحظة واحدة ألا وهي عملية إزالة مخلفات البناء وكلنا يلحظ تراكمها داخل الأحياء أكثر من وجود هذه المخلفات خارج النطاق العمراني بسبب أن أغلب المشروعات العمرانية سواء السكنية أو المشروعات الكبيرة تتم داخل هذا النطاق لذلك يعمل أغلب من يقوم بالبناء الشخصي بحرق هذه المخلفات من الأخشاب والأكياس والفلين بجانب منزله قبيل الانتهاء من بنائه، وكلنا يعلم أضرار ذلك الفعل على السكان المجاورين، كما أن هذا العمل يشوه من أعمال الأمانة من خلال اهتمامها بنظافة الشوارع ورفع القمامة التي أوكلت لها شركة متخصصة بذلك ولكن لا يوجد شركة نظافة متخصصة لإزالة مخلفات البناء (حسب علمي)، وهناك حلول كثيرة لحل هذه الظاهرة ومنها إلزام البلدية لصاحب البيت وضع حاوية توضع فيها هذه المخلفات وعند الانتهاء منها تأخذها شركة متخصصة تمر على الأحياء وتقوم بإتلافها في نفس الموقع بطريقة آمنة ولا تحدث ضررًا للمنازل المجاورة، وبهذه الطريقة حافظنا على المنظر العام فضلاً عن حفاظنا على البيئة التي بدأت تتدهور في الرياض وبشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة حيث أظهرت بعض المسوحات الميدانية البحثية أن من أسباب هذا التدهور البيئي عمليات البناء وما يصاحبها من أضرار، وأعتقد أن هذه المشكلة غير مقصورة على الرياض وحدها وتعاني منها أغلب المدن، لأن مخلفات البناء أكبر بكثير من مخلفات القمامة التي تحرص الأمانات على إزالتها، ولكن للأسف تبقى مهملة وترمى في أراضي الفضاء داخل الأحياء أو تحرق بشكل غير لائق.
- عبدالوهاب فهد المطيري