بدر بن عبد الكريم السعيد ">
إن ما قام به هؤلاء المجرمون الخبثاء أصحاب الفكر الضال من أعمال شنيعة ومحرّمة وعدم خشيتهم من الله وقتلهم النفس التي حرم الله إنما هو عدوان صارخ على الحرمات، وجاء في الحديث عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم) رواه الترمذي، فدماء المسلمين عند الله مُكرّمة ومَصونة ومُحرّمة لا يحل سفكها ولا يجوز انتهاكها وتنكرها الفطرة السويّة وتردها العقول السليمة، لقد استهدفوا مسجداً بمقر قوات الطوارئ في عسير وهم يؤدون صلاة الظهر وقاموا بتفجيره أخزاهم الله مما تساقط عدد من القتلى والمصابين، نسأل الله لرجال الأمن المتوفين المغفرة والرحمة الواسعة وأن يتقبلهم في الشهداء وأن يشفي جميع المصابين، إنّ الله سبحانه قد بيَّن عقوبة القتل وسوء عاقبة فاعله بقوله تعالى: وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ، فاستهداف بيوت الله الآمنة وإزهاق الأرواح البريئة المسلمة إنما يراد من ورائها بث الرعب بين الناس ومحاولة زعزعة الأمن، فلن تزيدنا -بإذن الله وتوفيقه- إلا إيماناً بالله وتوكلاً عليه وتمسكاً بثوابتنا وترابطنا وتعاضدنا كالبنيان المرصوص مع قيادتنا الحكيمة الرشيدة
-حفظها الله وأيدها بنصره وتوفيقه-، فالخوارج هم فئة ظالمة ومجرمة تمتلئ قلوبهم بالغل والحقد وهم شر الخلق والخليقة، كشف الله سترهم وفضحهم أمام الأشهاد، قال تعالى: لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ، فيتوجب استشعار المسؤولية في أن يقوم الأب والأم بمسؤولياتهما أكثر تجاه أبنائهما وأن يقوما بمتابعتهم بصورة مباشرة والقيام بواجباتهما، وكذلك استشعاراً بالمسؤولية يتوجب على العلماء والمشايخ ورجال التعليم والإعلام أن يقوموا بواجباتهم ويبذلوا الجهود تجاه الأبناء بتوضيح المخططات التي يحيكها الأعداء ضد العقيدة والوطن والقيم وتوعيتهم بأن يكونوا متنبهين ومتيقظين ووقوفهم جنبًا إلى جنب مع رجال الأمن لصد المخططات المعادية لبلادنا -حماها الله- من كيد الأعداء.