عبدالله حمد الحقيل ">
لقد تأسست هذه المدرسة على قيم رئيسة وثوابت عليا في مسيرتها وتأتي مدرسة دار التوحيد في محافظة الطائف نموذجا فريدا لريادة الملك عبدالعزيز التعليمية في خدمة القضاء والدعوة وأن اسم هذه المدرسة أطلقه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وأشرف بنفسه على تأسيسها سنة 1364هـ وربطها بالديوان الملكي لتحظى باهتمامه وسعى إلى تسميتها بدار التوحيد انطلاقاً من إيمانه بالعقيدة الصحيحة وليكون دافعاً قوياً لأولياء أمور الطلبة لإلحاق أبنائهم بها وإدراكاً منه لأهمية العلم وحاجة أفراد المجتمع إليه.
ولقد كلف علامة الشام محمد بهجت البيطار لتنفيذ الفكرة واختيار المكان الملائم فوقع الاختيار على مدينة الطائف، ويسرني بمناسبة مرور ستين عاماً على إنشائها إبراز دور منبر من منابر العلم والمعرفة في بلادنا وكانت نواة للتعليم الجامعي وساهمت في خدمة العلم وهي نموذج بارز لريادة الملك عبدالعزيز في خدمة القضاء والدعوة في إطار ريادته التعليمية بجوانبها المتعددة وكانت الدار فاتحة تطور هام في نظام التعليم الثانوي, كما أنها فتحت الطريق للتعليم العالي فمهدت لتأسيس كلية الشريعة عام 1369هـ وأصبحت تجربة تعليمية متميزة بمناهجها وبطرق التدريس فيها وقد خرجت أعداد كبيرة من القضاة والمعلمين والأدباء والكتاب والشعراء والباحثين الذين شغلوا مناصب قيادية عليا في مؤسسات الدولة.
وتبقى الذكريات عن هذه المدرسة محفورة في أعماق الوجدان وخلجات الإحساس وكل فرد في هذه الحياة لابد له من ذكريات في أي ناحية من نواحيها العلمية والاجتماعية والفكرية هي حصيلة تجارب وصور مفعمة بالمواقف والوقائع والأحداث تجسد تاريخاً ومنعطفاً في الحياة من أجل هذا أجدني سعيداً أني تلقيت بداية تعليمي في دار التوحيد الذي أمدني بكثير من الوسائل والغايات التي بدأت أتطلع إليها، ودار التوحيد وحدها تنفرد باسمها الذي كان تعبيراً عن فكر الملك عبدالعزيز - رحمه الله - الذي أقام دولته على التوحيد وكانت من أول تجارب الملك التربوية وأبرزها وكانت بداية بتطوير مهم في نظام التعليم الثانوي، لقد كانت هذه المدرسة ظاهرة تربوية فريدة بما فيها من أساتذة وطرق تعليم.. وفق الله الجهود وسدد الخطى.