بقايا غزلان وضباع في النفود الكبير يمثل (نقطة تحول) في مستقبل الاكتشافات في المنطقة ">
الجزيرة - سلطان المواش:
كشف رئيس وحدة الأحافير بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية الجيولوجي يحيى اَل مفرح بأنه وفي منتصف التسعينيات الميلادية وخلال العمل الميداني لعمل خريطة جيولوجية لمربع جبل (المسمى) الواقع غرب مربع حائل، اكتشف فريق العمل بعض الأحافير في الجزء الجنوبي الغربي من النفود الكبير وكانت عبارة عن أجزاء بسيطة لغزلان وضباع وغيرها من الثديات.
وأضاف أنه وبعد إنشاء وحدة الأحافير التي تتولى مهام البحث والكشف عن الأحافير في المملكة، وفي آخر عام 2014م، تمت أول الرحلات الاستكشافية في صحراء النفوذ الكبير بمحافظة تيماء التابعة لإمارة منطقة تبوك، وذلك لتحديد الطبقة الحاوية للأحافير، ودراسة الطبقات وبحمد الله وتوفيقه فقد تم اكتشاف أحافير ثدييات برية في رواسب البحيرات القديمة التي قدر عمرها بنحو مليون عام مضت. وقد قامت وحدة الأحافير بالتنقيب واستخراج بقايا ثدييات مثل خيول وغزلان وضباع إضافة إلى بقايا كثيرة وعديدة من فيلة ذات أحجام أكبر من مثيلاتها التي تعيش حاليًا. وبين أن جميع هذه الثديات عاشت وازدهرت في فترات كان الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية متأثرًا بكميات كبيرة من الأمطار الموسمية أو شبه الموسمية كما هو الحال في نظام السافانا البيئي في قارة إفريقيا، وتلت هذه الفترة المطيرة فترة جفاف مما أدى إلى انقراض هذه الحيوانات وبالتالي حفظت حول ما تبقى من البحيرات المائية. ما يميز الأحافير التي تم جمعها من هذه المنطقة التي وصل عددها لأكثر من 150 عينة هي بقايا أحافير الفيلة العملاقة التي تمثل تقريبًا 80 في المائة من نسبة الأحافير المكتشفة التي تم التنقيب عنها واستخراجها، وبقايا الفيلة تمثلت بأجزاء كاملة من الأطراف الأمامية والخلفية والأضلاع والفقرات والفكوك السفلى وأنياب فيلة صغيرة وكبيرة. مبينًا أن ما تم إنجازه في المرحلة الأخيرة من آخر عمل ميداني في المنطقة يمثل (نقطة تحول) في مستقبل الاكتشافات في المنطقة ونوعية الأحافير التي يمكن إدخالها في سجلات وحدة الأحافير بهيئة المساحة الجيولوجية السعودية. ولازال هناك بقايا أكثر داخل الطبقة التي تغطي مساحة (نحو 20-40 مترًا)، وأن ما تم التنقيب فيه لا يتجاوز 40 في المائة من الطبقة. وهذا يقودنا لدليل علمي جديد يؤكد ما رواه الأمام مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: (لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجًا وأنهارًا).