هيفاء الدخيل ">
كان لي فخر المشاركة في المؤتمر الأول لكليات اللغات والترجمة الأول، وأحببت أن أتحدث لكم عن مفهوم أو ماذا تعني الترجمة؟ إن الترجمة تعني لي أجمل الأحاسيس.. من فخر ومحبة وتميّز.. الفخر.. حين قبلت كطالبة ترجمة، والفخر كل الفخر حين توظفت كمترجمة.. كيف لا وقد اكتمل جزء مني حينها.. جزء كان ينمو وينمو في كل عام درست فيه وتدربت فيه أثناء العمل.. امتزجت معه روحي وفكري وتكونت فيه الصفات التي تتشكل أثناء تعليم المترجم حتى يستحق هذا الشرف...
- إحساس المحبة..
وأقولها علانية إنني اخترت هذا المجال بقلبي قبل عقلي.. فحبي للغة العربية جعلني أحاول أن أقدم لها قدر ما أستطيع مقابل الاستمتاع الذي أحظى به منها.. فكانت الترجمة من العربية وإليها إحدى الطرق التي أعبِّر فيها عن حبي، خاصة أنها لغة عاطفية وهذا يثبت أن العاطفة إن لمست شيئاً ما أصبح من الروائع.
التميُّز..
منحتني الترجمة التميُّز في طريقة التفكير والأسلوب وإدراك قيمة التواصل. كما أن الترجمة كفكرة هي ابتكار إلى حد ما، وذلك بأن تربط بين اثنين قد لا يوجد رابط بينهما وهذا أحد أوجه الإبداع. كل مراحل الترجمة من فك وربط، وتحليل وتوصيل إلى محاكاة المعاني والمجازفة في اختيار المفردات تأتي من نظرة شخصية، وهذا يعني وجود بصمة خاصة للمترجم أي بمعنى آخر تميُّز.
ويكمن التحدي في إيجاد حلول مهما كانت الصعوبات وفي إنشاء رابط بين الثقافات.. وشعور التحدي مع نفسي بالبحث عن طريقة لإعطاء كل حضارة حقها دون التقصير بتاريخ الأخرى، وكأنني أتناقش مع فكري بكيفية التعامل معهما بعدل.
مترجمة..
هذه الكلمة أو الصفة كما أحب أن أسميها أصبحت جزءاً مني.. وكانت المفتاح لدخولي في مجال العمل الذي اخترت أن اخدم وطني من خلاله ألا وهو الدبلوماسية.. إن أسباب اختياري للترجمة تشبه كثيراً أسباب اختياري للدبلوماسية ولكن على نطاق أوسع، حيث التواصل بعدة طرق ومجالات والتركيز على العلاقات بين شعوب مختلفة والبحث عن روابط تجمعنا أو تميزنا. مجال عمل فيه تُعطى كل أمة مكانتها.. ومن أسمى أهدافه التوفيق بين سياسات الدول وفكر الشعوب، فبشكل أو بآخر هناك تشابه بين الترجمة والعمل في المجال الدبلوماسي لذلك اخترتهما ليكونا مشواري في الحياة. كمترجمة في وزارة الخارجية.. الترجمة أصبحت تعني لي الانتماء..
قبل كل شيء لا بعده.. يكفيني فخراً أنني أنتمي لفئة من روادها أميرنا سفير المحبة.. الأمير سعود الفيصل - رحمه الله - ومن فئة محبي اللغات.. فئة محبي التواصل والوفاق.. فئة الدبلوماسيين.. فليعذرني سموه لم استطع مقاومة رغبتي بأن أشكره رغم أن هيبة الصمت هي الشعور الوحيد الذي قد يفيه حقه.. فلا أعرف أين تذهب الحروف عند شكره (رحمه الله)، وربما لأنه أكبر من كل الكلمات وأسمى من أن يصله شعور إِنسان!
شكراً للترجمة التي كانت أحد أسباب نيلي شرف أن أكون من منسوبي وزارة الخارجية..
شكراً لوزارة الخارجية التي أتاحت لي فرصة أن أكون ممن يساهم في إعلاء اسم الوطن..
رسالة
إلى كل امرأة مبـادِرة تتطلع لشق الطرق الجديدة لتحقيق أسمى الأهداف.. إلى كل مواطنة سعودية تؤمن بأهمية الإنجاز والمساهمة في خدمة المجتمع..
إلى كل من لديها طموح دبلوماسي.. تسعد بخدمة بلدنا الغالي.. وتسعى لتمثيله بأفضل صورة.. لقد تحقق الحلم وانفتحت أبواب المجال الدبلوماسي للمرأة السعودية، وأكرمتني وزارة الخارجية بأن أكون أول الحاصلات على شرف المرتبة الدبلوماسية وفخر خدمة الوطن الذي اخترت أن أؤدي واجبي ناحيته بين أرجائه طيلة السنوات العشرِ الماضية.. رسالة مليئة بالأمل أقدمها لمن تريد أن تترجم شعور الوطنية لديها بطريقة مميزة.. راجية من الله أن يمن علينا بتقدير هذه الثقة وتمثيل وطننا خير تمثيل.
- (أولى دبلوماسيات الخارجية السعودية) والمترجمة في وزارة الخارجية