مها القرني ">
لا أظن أن أحدا منا لم يتعرض لضغوط كبيرة من زملائه في العمل، وبصور مختلفة قد تكون في أبسط الأشياء كالتطفل على هاتفك المحمول، أو لونه، أو الرد بقسوة وقوة على حديثك، وتصل حتى مقاطعتك أثناء الحديث، والتدخل في شؤونك الخاصة!!، ولا يتوقف هذا الضغط عند زملائك في العمل بل يتعداه إلى مديرك الذي يتعمد إحراجك أمام الموظفين، أو انتقادك، أو حتى تكليفك بمهام فوق مهامك.
وللأسف الشديد أن الكثير منا لا يستطيع أن يدافع عن نفسه في مثل هذه المواقف بالشكل الإيجابي، إما خوفاً من أن يكون في ذلك جرح لمشاعر الآخرين، أو لتوقعه أنهم سوف يتوقفون عن ذلك يوماً!!، أو ضعفاً منهم، أو تجنباً للمشاكل مرددين العبارة المنهزمة «وأنا مالي ومال المشاكل»!!
ومما يؤسف له أن هذه الضغوطات تحصرنا في خيارين أحلاهما مر:
الخيار المر: «الصمت «تمشية الأمور والسكوت عن كل هذه السلوكيات، وكأننا ابتلعنا ألسنتنا عن الرد والمواجهة، نصبر ونتحمل ونردد «الشكوى لله».
أما الخيار الأمر: هو فقدان أعصابنا وانفلاتها وبالتالي فقدان صحتنا، ثم نصبح عملاء مميزين لدى عيادات تساقط الشعر، وقسطرة القلب، ومتدربين نجباء في دورات إدارة الضغوط!!
لكن الخيار الثالث الذي اطرحه أمامكم «الذي لم يكن متاحاً من قبل بالطبع» هو خيار المواجهة الإيجابية «القوة والتهذيب» في مواجهة تلك السلوكيات والمواقف التي تمر عليك بشكل شبه يومي، وهي تتركز في خطوات بسيطة وسهلة ومركزة لكنها تحتاج إلى تدريب يومي ومستمر:
لكي تكون مواجها قويا عليك بالتالي:
1- أعرف بالتحديد ما الذي «يزعجك» من زميلك في العمل.
2- أعرف ما الذي تريد من زميلك أن «يتوقف» عنه تحديداً.
3- «أنصت» له وتفهم موقفه جيداً فقد لا يعلم أن ما يقوم به يزعجك!!
4- «رد» عليه بشكل مباشر «في صميم الموضوع»، وبشكل قوي وحازم، ولكن باحترام وتهذيب.
من النتائج المدهشة للخيار الثالث «المواجهة الإيجابية»، أنه يضمن لك تحسن علاقتك مع زملائك في العمل، مع صحة جيدة وشعور جيد عن نفسك، بالإضافة إلى تحررك من السلبية المقيتة، مع بقائك «قوياً»، «مهذباً»، «ومهاباً».
لا تؤخروا المواجهة فتناصفكم الضغوط حياتكم, أوقاتكم, وصحتكم.....
- جامعة الملك سعود