مساهمة المواطن في خدمة الحجاج يدعم خطط أجهزة الدولة ">
المدينة المنورة - مروان عمر قصاص:
مع بدء استقبال أولى أفواج الحجاج في مختلف منافذ المملكة الجوية والبحرية والبرية وسط استعدادات مكثفة من حكومتنا الرشيدة لتوفير كل ما من شأنه تمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وسهولة مع توفير اشمل الخدمات لهم ومراقبة سير تلك الخدمات بشكل انسيابي ومواكبة لهذا الحدث السنوي الذي تتشرف به بلادنا عبر عدد من المسؤولين عن أهمية دور المواطن السعودي في خدمة الحاج وإبراز جهود الدولة وطالبوا بضرورة تفاني الجميع للقيام بهذا الواجب المقدس الذي اختص به الله عز وجل قيادة وأبناء هذه البلاد وشرفهم به وأكدوا ثقتهم الكبيرة بوعي المواطن بهذا الدور على خلفية أنهم تربوا منذ الصغر على شرف خدمة واستضافة حجاج بيت الله الحرام منوهين بتفاعل الجميع مع الشعارات التي ترفعها أجهزة الدولة وأبرزها (خدمة الحاج شرف لنا) كما أكد عدد من الحجاج تقديرهم الكبير لما يبديه المواطن السعودي العادي من تعاون مع الحجاج وحرص على خدمتهم شعورا منه بأن هذا واجب عليه. وقد أبدى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس لجنة الحج خلال جولة سموه على المرافق التي تقوم بخدمة الحجاج في حج العام الماضي عن سعادته بكون المواطن السعودي يعرف مدى ضرورة مضاعفة جهده بشكل متواصل لخدمة الحجاج مؤكدا أن الكفاءات الوطنية اكتسبت خبرات كبيرة في هذا المجال وطالب سموه بتكثيف الجهود من الجميع وتوظيف كافة الإمكانيات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولى عهده الأمين لتوفير أرقى الخدمات لضيوف الرحمن. من جانبه أثنى الدكتور حاتم بالي رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية للأدلاء بالمدينة المنورة على دور المواطن ووعيه في هذا المجال مؤكدا أهمية دوره لإبراز حجم البذل الذي تقدمه الدولة لخدمة الحاج وعلينا جميعا مساندته حتى نثبت للعالم أننا ولله الحمد أهل لما اختارنا الله له من مهام تشرفنا. وقال بالي: لقد لمسنا في الأعوام الماضية ومن خلال متابعتنا وتفاعلنا مع حركة تنقلات الحجاج تفاعلا كبيرا من المواطنين مع خدمات الحجاج ومدى التفاني الذي يبذله المواطن الذي يقدم صورا جميلة حيث وراقية تعزز المكانة الرفيعة التي حققتها هذه البلاد في مجال خدمة الحاج منذ فجر التاريخ وهو ما يؤكده الحجاج من خلال بعثات الحج الرسمية التي تثني على هذا الدور.
وقال مدير عام فرع وزارة الحج بالمدينة المنورة محمد بيجاوي أنني كمواطن أشعر بسعادة كبيرة لشعور المواطن بأهمية دوره في مجال خدمة الحاج وألمس ذلك فيما ينقله لي عدد من الحجاج عما يقدمه المواطن العادي، وقال البيجاوي إن هذا ليس بمستغرب على أحفاد الأجداد الذين عشقوا خدمة الحجاج معتبرين هذا شرف لهم خصهم به الله واضاف قائلا: إن جهود الدولة المكثفة لن تحقق ما تطمح إليه إلا من خلال تعاون وتفاعل المواطن مع هذه الخدمات من خلال أداء مهامه كموظف وفق المفروض حتى تنساب الخدمات التي وفرتها الدولة بشكل يرضى الجميع. من جانبه قال الدكتور محمد الخطري مدير عام فرع وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمدينة المنورة أن من أبرز ثقافات المواطن السعودي في مناطق الحج والتي اكتسبها من خلال التربية الاجتماعية هو أن خدمة الحاج في هذه البلاد أمر مسلم فيه فقد تعودنا عليه منذ الصغر وقد لمست مدى حرص أهالي المدينة المنورة علي خدمة الحجاج واستضافتهم وإكرامهم انطلاقا من كونهم ضيوف الرحمن وضيوف هذه البلاد.
الجدير بالذكر أن عدد من الحجاج الذين تحدثوا (للجزيرة) عبروا عن تقديرهم لدور المواطن السعودي الذي يثبت في كل عام أنه أهل لنيل شرف خدمة الحجاج الذين هم ضيوف الرحمن وقالوا إننا نجد تجاوبا سريعا ووجوها تعلوها الابتسامة عندما نطلب أية خدمة بل إن بعض الحجاج التائهين يقولون أنهم كثيرا ما يجدون المواطن السعودي مستعدا لنقل الحاج التائه بسيارته الخاصة إلى مقر سكنه أو إلى أقرب معسكر للحجاج التائهين دون أن يطلب أي مقابل مادي معتبرين ذلك من الخدمات الإنسانية التي يقدمها المواطن السعودي الذي يتمم بهذه الجهود خدمات المملكة للحجاج والموثق في كتب التاريخ ومخطوطات الحجاج والرحالة قديما أن أهالي المدينة المنورة قديما يستقبلون حجاج بيت الله الحرام بأجواء يسودها الفرح والابتهاج، وذلك من خلال تقديم الهدايا وتبادل المشاعر الطيبة، إضافة إلى المحبة التي يكنّها الحجاج لأهالي طيبة الطيبة. أكد عدد من أهالي المدينة المنورة أنهم تعلموا خدمة الحاج من ذويهم وقال أسعد صديق ما أذكره ان الكبار عندما كنا صغارا يحرصون على تلقين الأبناء أهمية التفاني بخدمة الحجاج وكان أهالي المدينة المنورة يستقبلون الحجاج بالأناشيد والابتسامة فرحا بقدومهم، مشيراً إلى أن من ضمن العادات التي يقوم بها أهالي المدينة في استقبال الحجاج قديما تعليق عقود النعناع على أعناق الأطفال وتوزيعها على الحجاج إضافة إلى توزيع التمور وقد دأبت المؤسسة الأهلية للأدلاء على استقبال الرحلات الجوية للحجاج بالورد وتمور المدينة المنورة. وقال السيد ناصر رشيد طرابيشي أن خدمة الحجاج والعناية بهم قديما كانت تصل إلى مرحلة إفراغ عدد من الغرف بداخل المنزل واستضافة الحجاج أو تأجيرها عليهم بمبالغ رمزية، وتقديم الأطعمة لهم طوال تواجدهم.