عبدالله الهاجري
طرح الفنان عبد المجيد عبد الله مؤخرا في الأسواق ألبوم جديدا له حمل اسم إسمعني ويضم 20 أغنية، وهي من إنتاج وتوزيع روتانا، تعاون فيها مع عدد من الشعراء والملحنين في الساحة، ولكن الغريب في هذا الألبوم هي كيفية طرحه والأسلوب الذي اتخذه الفنان، حيث عمد إلى طرح الألبوم دون سابق إنذار، ويبدو بأنها سياسة جديدة يتبعها وهي طرح الألبوم دون أي مقدمات، فإن خالفه الحظ ونجح فالألبوم موجود في الأسواق، وإن لم يحالفه النجاح فقد حقق هدفه من الطرح دون أن يعلم به الغالبية، وكأن عبدالمجيد يريد أن يقول من طرحه هذا العمل «الحاضر يعلم الغائب» ومفادها بأن جمهوره الذي علم بهذا الألبوم بأن يخبروا البقية.
لا أعلم كيف فكر المجيد عبد الله في آلية طرحه الألبوم وبهذه الوفرة من الأعمال في الأسواق من دون سابق إنذار أو ترويج إعلامي وإعلاني، وهو العالم بحالة السوق «الراكدة» والتي لا تحتمل طرح هذا الكم من الأعمال فضلاً إلى حاجة أي عمل إلى خطة تسويقية تتزامن مع الطرح.
عبدالمجيد عبد الله وهو أحد كبار القوم في الأغنية السعودية كانت له تجربة أخيرة تستحق التقدير وهي طرح ميني ألبوم، كنت أتمنى أن يسير على هذا النهج، كونها الأصح وتحديدا مع عبدالمجيد وهو الفنان النشط في طرح الأغاني المنفردة من فترة لأخرى، كان يجب أن تكون جميع خطواته مدروسة، لاسيما وأنه من القلائل الذين لا يرغب في مواجهة جمهوره على المسرح، حيث إنه متوقف منذ فترة طويلة من المشاركة في المهرجانات الغنائية، سوى حفلة أحياها منذ عام وفق شروط محددة ساقها، وهي عدم نقل الحفلة إلا بعد أن يشاهدها لمنتجتها بالطريقة التي تناسبه مع إجراء بعض التغييرات إذا احتاج الأمر .
لا أعلم كيف فكر عبدالمجيد عبدالله مع طرحه «إسمعني» هل المقصود أن يسجل حضوره، وأنه لا يزال بذلك العطاء، ومع إيماننا الكامل بمكانه ومكانته الفنية في الساحة وأنه يحمل فكراً وصوتاً منذ انطلاقتـه، ولأنني أحمله أولاً هــذا الفشل، أتمنى أن يعيد حساباته لأننا في حاجة أكثر إلى صوته وفكره.
وبالطبع فكلامي هنا هي رسالة لعبدالمجيد أولاً وأخيراً، فأنا ضد هذه الوفرة مع الأعمال، وأتمنى على الأقل أن يكون هذا الألبوم هي العودة الحقيقية له على المسرح، حيث يحتاج هذا الألبوم إلى ترويج أفضل مستقبلاً من خلال المسرح فقط.