كلما كان هناك كشف مبكر للأطفال في المستشفيات أثناء حدوث الإعاقة مباشرة وتم عمل برامج تدخل مبكر مكثفة تعليمية وتدريبية مصصمة خصيصاً لمساعدتهم وتقديم خدمات إرشادية وتدريبية لأسر أولئك الأطفال منذ لحظة ولادتهم أو اكتشاف إعاقتهم من قبل مراكز متخصصة كلما تم التقليل من أثر الإعاقة والحد منها وبالتالي قد تتلاشى، فالتدخل المبكر نظام متعدد العناصر ومتنوع الأساليب لخدمة الأطفال من ذوي الإعاقة وأسرهم, وحيث تشير نتائج الدراسات والأبحاث إلى وجود فترات نمائية حرجة في السنوات الخمس الأولى من حياة عمر الطفل حيث يكون أكثر عرضة وحساسية وتأثراً بالخبرات المحيطة وبالتالي فإن تقديم خدمات مبكرة يمكن أن يطور الأنماط الأولى من التعلم والسلوكيات التي تعتبر في حد ذاتها قاعدة رئيسية لجميع مهارات النمو اللاحقة، فإن تزويد الطفل بالخبرات المبكرة سوف يسهم بالتأكيد في تنمية قدراته المختلفة كما تساعد أسرهم على تكوين أنماط بناءة ومنظمة من العلاقات مع أطفالهم ليتمكنوا من تقديم الرعاية والتدريب في تلك الفترة النمائية الحرجة بالإضافة إلى التقليل من الأعباء المادية المترتبة عليهم والحد من حجم المشكلة اجتماعياً، فينبغي لكي يتم تفعيل البرامج الوقائية للتدخل المبكر واتخاذ التدابير لضمان انتشارها وزيادة فاعليتها عمل الآتي أولاً ضرورة التنسيق بين الجهات المسئولة عن برامج الكشف والتدخل المبكر ومنها وزارة الصحة ممثلة بالتثقيف الصحي وخدمات الصحة المدرسية ووزارة التعليم باستحداث برامج للتدخل المبكر ووزارة الخدمة المدنية لتوظيف المتخصصين ووزارة الشؤون الاجتماعية من خلال مديرية التربية الخاصة ووزارة العمل من جهة التوظيف والتطوير ومراكز الأمومة والطفولة ومؤسسات التربية الخاصة التي تصدر نشرات تعريفية وقائية بالإعاقة وبعض الجهات التطوعية المهتم بخدمة ذوي الإعاقة ومنها مجموعة التدخل المبكر التطوعية التي يترأسها المهندس عبدالمحسن الهزاع وتضم أعضاء متخصصين في جميع مجالات التربية الخاصة لخدمة وتوعية المجتمع بشكل عام والأطفال وأسرهم من ذوي الإعاقة بشكل خاص بالإضافة إلى ضرورة التخطيط لإنشاء برامج متخصصة للتدخل المبكر وتقديم جميع الخدمات التربوية الخاصة والمساندة, كما يجب تفعيل دور وسائل الإعلام في التوعية الصحية والثقافية والاجتماعية للمجتمع من الإعاقة وأخيراً عمل الدراسات والأبحاث المتعلقة بأسباب الإعاقة وبرامج الوقاية منها.

- ماجستير تربية خاصة