إبراهيم الطاسان ">
لن تبقى إيران في اليمن. إنما ستبقى اليمن في إيرانية إن بقى حوثي واحد. كان الرئيس المخلوع علي صالح قائداً للواء خالد بن الوليد في المفرق من محافظة تعز. وكان الحوثي لاشيء ليذكر عنه. ولأن علي صالح، وكما وصف نفسه باللاعب على رؤوس الثعابين. فقد لعب بورقة الحوثي شمال اليمن ضمن أوراق ألاعيبه. وفي جنوب اليمن بورقة القاعدة. ولولا غرام علي عبدالله صالح باللعب سياسياً بالأوراق الخاسرة. ما كان للحوثي أن يذكر. لأن الحوثي لم يكن شيء يذكر قبل أن يكون كرت بيد علي عبدالله صالح، فرفع من ذكره بمناجزته بالسلاح. ليرفع سعره. وهكذا سار رتم اللعبة رغم أن علي صالح يعلم علم اليقين أن الحوثي ربيبة إيرانية. علمتني خبرتي التي طالت ثلاثة عشر عاماً متصلة قضيتها في اليمن. كيف كان يدير طاولة اللعب حتى مع جار أغدق على اليمن ثروة غير مستردة، ما لم تغدقها عليه مجمل القروض والمساعدات الدولية مجتمعة. حتى أحرق عليه كرت اللعب على كرت الحدود. المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين بن الأحمر. فلم يبق له في الجهة الشمالية من طاولة اللعب إلا سكان كهوف مران. فحاربهم ستة حروب صورية. يرسل بالأسلحة والجنود، حتى إذا تموضعوا أمر الجند بالعودة وترك أسلحتهم وعتادهم. وحينما انتفض الشعب اليمني ضد علي صالح، وبلغت به الانتفاضة حد خسارة كل أوراقه. وأدرك أنه خسر كل استثماراته الرابحة كالقاعدة، مد يده ليتناول ورقة الحوثي لعلمه المسبق أنها ورقة فارسية تبتغي ما رواء جبال مران. فقبل بالتنازل مع حفظ رأسه في مكانه على رقبته وحريته بالحصانة. ولكن قبوله هذا كان لتطبيق درس أتقن حفظه عن الورقة الحوثية الرابحة (أتقي بالمقبول وأخفي الغاية) فسلم خلفه المجمع عليه من اليمنيين. الرئيس عبدربه منصور هادي قطعة قماش.كما قال الرئيس عبدربه. ولأن علي عبدالله صالح لم يستفد من ثلاثين سنة أمضاها في الرئاسة من الدروس إلا كيف يكسب على حساب مصالح شعبه. وحيث إن تسليم السلطة سيفقده مصادر الكسب. حسب حساباً خاطئاً. حينما سلّم مقدرات الجيش اليمني بما فيه من عتاد وذخائر وأوعز لجيش لا يمكن تصنيفه بالجيش اليمني، إنما بجيش علي عبدالله صالح لينسلخوا من القيافة العسكرية ويرتدوا عصائب المليشيات. اعتقاداً منه أنه يستثمر هذه الخطوة في الملعب الفارسي. لذلك كلف ابنه الذي لم تتجاوز خطواته مطار الرياض. وهو يحمل ملف بيع استثمارهم في الحوثي بعقد استثمار جديد على الأقل يفك حبل المنقة عن رقبته.. ليعود الابن من حيث أتى، حاملاً وزر أبيه. فلما أدرك الأب أن ورقته الحوثية قد أحرقتها عاصفة الحزم. لم يشأ أن يختفي قبل أن يثأر لنفسه ممن أطاحوا به. فعبث بدماء اليمنيين. لما لم يتسن له استثمارهم بانتمائهم لولاية الفقيه. وينسيهم يعرب بن قحطان. بهبوب عاصفة الحزم. من المعلوم أن لكل عمل مخرجات (نتائج) ومخرجات هبة الشعب اليمني الشقيق توجب عليهم أن تكون مخرجات هبتهم ضد مليشيات الحوثي، وعلي صالح. هبة مستخلصة من تجربتهم مع الحوثيين. الحوثيون وإن كانوا يمنيين الجنسية، فإنهم صفويون العقل والفكر. وبقاءهم متمتعين بأي حقوق مدنية أو سياسية، سيحولهم كالماسونية متسترين في الأقبية والكهوف والسراديب، سراً ينشرون فكرهم ومبادئهم الصفوية، لينثروها متفرقة بين مفاصل الجسد اليمني لتسري في سائر الجسد كالسرطان. ليعاودوا الكرة مرة ومرات. فكلمة الإخوة أنصار الله التي يتلفظ بها بعض الأشقاء اليمنيين. لا مكان لها ولا مصاغ في ظل الجرائم المرتكبة. فالله هو الناصر. فهو سبحانه الصمد (الذي لا يحتاج لأي شيء ويحتاجه كل شي) إخوة اليمنيين من ارتجفت قلوبهم على مدى 112 يوماً على عدن قبل التحرير. وعيدت معها عيديها، عيد الفطر وعيد التحرر من ميليشات الحوثي وأنصاره. وتجريد الحوثيين من حقوقهم المدنية والسياسية والثقافية يجعل حظ إيران في اليمن كحظ قائل:
إن حظي كدقيق فوق الشوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح أجمعوه