عبدالله حمد الحقيل ">
أتحفني الصديق الدكتور عبدالله الوشمي مدير مركز عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية بمجموعة من إصدارات المركز اللغوية، وقد أمضيت وقتاً مجتمعاً في قراءاتها مع موجز عن أعمال المركز وبرامجه وهو رصد لبرامج المركز وفعالياته وأنشطته التي نفذها منذ تأسيسه بطريقة موجزة تشير إلى مسارات العمل وأبرز أعماله وما تقوم به اللجان المتعددة داخل الأمانة العامة وفريق العمل.
ومن خلال استعراض تلك الكتب تبين أن العمل اللغوي في هذا المركز ذو مجالات متنوعة، ولقد ابتهج الكثيرون من الغير على اللغة العربية بإنشاء هذا المركز ليحقق حلماً طالما راود كل مواطن وكل عربي ومسلم، فبلادنا هي موئل اللغة العربية وهي أولى وأحق في حمل لوائها فاللغة العربية من أهم مقومات الأمة وتتعرض اليوم إلى أشرس هجمة على لغتها التي تكمن بها أصالتها وبها شمخت وعليها قامت حضارتها وغني عن القول أن اللغة العربية هي إحدى أهم أدوات التعبير عن أي ثقافة وبعدد هذه الثقافات تنتشر لغتها وتكتسب مكانتها بين اللغات العالمية ولعل من أهم الأهداف التي يسعى المركز لتحقيقها المحافظة على سلامة اللغة العربية وترسيخها وتطويرها ونشرها وتعزيز مكانتها ونشر البحوث والدراسات ووضع المصطلحات الأدبية والعلمية والفنية ونشرها وتقديم الخدمات اللغوية للهيئات والمؤسسات والأفراد ولا شك أن إشراف وزارة التعليم يؤكد الجانب العلمي والعملي للمركز ونتمنى للمركز المزيد من التوفيق، وأن يشارك في تطوير مناهج اللغة العربية وإجراء البحوث اللغوية وترجمة الكتب النافعة وتأليف المعاجم اللغوية، ولقد أسهم المركز ضمن رؤيته ومشاركته في التفاعل العلمي في إصدار مجلة باسم «اللسانيات العربية» وقد صدر فيها العدد الأول في ربيع الأول 1436هـ، ويعتزم إصدار مجلة باسم «علوم اللغة العربية» ومجلة «تعليم العربية» وعسى أن نرى ذلك قريباً.
إن هذه الإصدارات والمشروعات العلمية لها أثر بالغ في النهضة العلمية وحرص المركز على إيجاد وسيلة تواصلية فاعلة مع المستفيدين من خدمات حيث أنشأ البوابة الإلكترونية.
كما نأمل المزيد من النشاط للمركز للعناية بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتماد اللغة العربية ضمن لغات العمل الرسمية واستثمار هذه المناسبة للتعريف بأهمية اللغة العربية ونشرها والتعريف بدورها في الحضارة الإنسانية.
وننتظر -إن شاء الله- المزيد من المشروعات العلمية والعملية التي تساهم في خدمة اللغة العربية وتعزيز مكانتها بين اللغات وتفعيل الأنظمة التي تدعو إلى جعل اللغة العربية اللغة الرسمية والحد من استعمال اللغات الأجنبية وإلزام وسائل الإعلام باستعمال اللغة وجعلها وافية بمطالب العلم وضروب المعرفة والحضارة محققة لوحدة لسان العرب وتعزيزها في النفوس لتكون أداة التعبير والبيان في شتى مجالات العلوم وميادين المعرفة في أكثر لغات الأرض مفردات وتراكيب، فلنحافظ على مكانتها ورونقها وضيائها الحضاري المتجددة. هذا وبالله التوفيق.