7 حالات جديدة ترفع إجمالي الإصابات بـ«كورونا» في المملكة إلى 65 حالة منها 53 في مستشفى الملك فهد ">
الجزيرة - أحمد القرني:
عقدت وزارة الصحة أمس المؤتمر الصحفي الأول ضمن سلسلة من اللقاءات التي ستعمل الوزارة عليها لتزويد المجتمع ووسائل الإعلام عن مستجدات فيروس كورونا ومواصلة لما أشار إليه وزير الصحة المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح.
وركز اللقاء حول ما حدث مؤخراً من تزايد أعداد الإصابات بالفيروس في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني والخطوات التي تمت لاحتوائه، وتم اتخاذ عدد من الخطوات الخاصة للاستجابة مع هذا التفشي واحتوائه ومنها : إرسال فريق الاستجابة السريعة فوراً لمستشفى الحرس الوطني بالرياض ويتكون من خبراء في مجال مكافحة العدوى ليساند الفريق الطبي بالمستشفى في تطبيق معايير إجراءات مكافحة العدوى بفعالية ، ونشر فريق الوبائيات الحقلية لمساندة ومعرفة كيفية انتقال العدوى وعوامل الأخطار ذات العلاقة، وتفعيل فريق الصحة العامة لدعم حصر الحالات المخالطة والمشتبه بهم بشكل شامل في المجتمع حيث قامت الوزارة بعمل تحليل لأكثر من 5700 عينة لجميع الحالات.
وفي ذات السياق اتخذت الوزارة إجراءات وقائية على المستوى الوطني حيث تم التصدي لمنع احتمالية نشر أو تفشي آخر للفيروس منها : إرسال فرق أخصائي مكافحة العدوى لجميع مستشفيات الرياض للتأكد من جاهزية المستشفيات والمرافق الصحية لتطبيق معايير مكافحة العدوى، والتأكد من اتباع جميع هذه المرافق لبروتوكولات وإجراءات مكافحة العدوى وتطبيق إجراءات السلامة داخل المنشآت الصحية، ولقد قام وزير الصحة بالاجتماع مع جميع مديري هذه المرافق الصحية، وإنشاء شبكة للتواصل لتبادل المعلومات الآنية بين الفرق الطبية والمستشفيات على المستوى الوطني، مما يمكنهم من البقاء على تواصل تام وبالتالي تبادل الخبرات فيما يتعلق بنشاط فيروس كورونا، وتعيين ممارس صحي كمنسق لمكافحة العدوى في غرف الطوارئ على مستوى المملكة للعمل على مدار الساعة 24 / 7 لدعم الفريق الطبي المحلي وربطهم مع خبراء الأمراض المعدية على المستوى الوطني، وبالتالي ضمان التشخيص المبكر للحالات الجديدة ودعم الفرق الطبية للاستجابة المحلية الأمثل.
وأوضح وكيل وزارة الصحة للصحة العامة د. عبد العزيز بن سعيد أن إجمالي تسجيل حالات الإصابة بفيروس كورونا بمستشفى الملك فهد بمدينة الملك عبد العزيز بلغت 53 حالة، منها 4 من الممارسين الصحيين و32 يتلقون العلاج بالمستشفيات و3 من الحالات في العزل المنزلي وحالة واحدة تم علاجها وغادرت المستشفى، بالإضافة إلى 17 حالة وفاة رحم الله المتوفين وشفى المصابين.
وأفاد الدكتور بن سعيد بأن إجمالي عدد الحالات على مستوى المملكة بلغ 65 حالة لا تزال تتلقى العلاج في المستشفيات حالياً حيث تم تسجيل 7 حالات جديدة أمس في منطقة الرياض، وأن جميعها مستقرة منها 2 في العزل المنزلي بالإضافة إلى وفاة حالة واحدة تغمدها الله برحمته، وبذلك بلغ المعدل التراكمي الكلي للحالات منذ بداية عام 2012م 1.141 حالة.
أما فيما يتعلق بزيادة الحالات التي رصدت بمستشفى الملك فهد بالحرس الوطني فقد أوضح وكيل الوزارة المساعد للصحة الوقائية د. عبد الله عسيري أن العدد الذي تم رصده يمثل رقماً تراكمياً وهو ليس حصيلة يوم أو يومين بل هو من بداية ظهور المشكلة في مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني، حيث إن فترة احتضان المرض قد لا تظهر إلا بعد أسبوعين لدى البعض، ، مبيناً أن الوزارة سجلت في السنوات الماضية أعدادا أكبر من تلك التي أعلنتها وزارة الحرس الوطني، وكان لها ارتباط بالمنشآت الصحية وهذا يعيدنا إلى طبيعة جينات الفيروس حيث إنه قابل للانتشار داخل المنشآت الصحية نظراً لنقص المناعة لدى المرضى وقابليتهم للإصابة بالمرض وظهور الأعراض على الحالات يكون أكثر فرصة لنقل العدوى للآخرين، مبيناً أن هذا لا يختلف كثيراً عما شهدته الوزارة خلال الأعوام السابقة ولا يدل على أن الفيروس أصبح أكثر ضراوة أو أكثر قدرة على الانتشار وأن التطبيق الصارم لبرامج مكافحة العدوى بدأ - ولله الحمد - يأتي ثماره وانعكس إيجابا على تناقص في تسجيل الحالات، وأن هذه الأرقام التي أعلنت تعد ثاني أعلى أرقام سجلت في المنشآت الصحية ولكن الآن تجاوزت هذه المنشاة الخطر وبدأت بتسجيل عدداً تنازلياً.
من جهتها أكدت المدير التنفيذي لإدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى بالشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني الدكتورة حنان بلخي أن العزل في المنزل مهم للأفراد الذين يتبيّن إصابتهم إما يعزل منزلياً بسبب أنه مخالط لحالات إيجابية ولكن ليست لديه أعراض المرض، أو أن يكون شخصا لديه أعراض خفيفة جداً لا تستدعي بقاؤه في المستشفى، وذلك طبقاً لبروتوكولات تعريف الحالة لمركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة. ورداً على سؤال حول إمكانية ظهور هذا الفيروس بين طلبة المدارس في الأعمار الصَّغيرة، أكدت الوزارة أن الزيادة في رصد هذه الحالات توافق مع بداية العام الدراسي وحظي هذا الموضوع باهتمام بالغ من الوزارة، لكن الشيء المطمئن أن الطلبة في سن المدرسة ليسوا عرضة للإصابة بفيروس كورونا مثل كبار السن. وقالت الوزارة إنه ومنذ 4 سنوات مضت لم تسجل إلا حالات قليلة جداً لم يكن لها أي ارتباط بطلاب المدارس والتجمعات، وكانت أقل من 12 حالة وكانوا جميعهم مخالطين لحالات مصابة بفيروس كورونا أو إنهم جزء ممن عدو داخل المنشآت الصحية، مبينة أنه على الرغم من عدم تسجل أي حالة إصابة بين الطلاب في المدارس حتى الآن إلا أن هذا لا يعني ألا نكون على أهبة الاستعداد وأن نكون جاهزين لأي احتمال - لا قدر الله - وهو ما يحدث الآن في التعامل مع هذا الفيروس، من خلال التنسيق بين وزارة الصحة ووزارة التعليم.
وفي ذات السياق أوضح د. عسيري أن الوزارة بدأت بالتعامل التوعوي مع هذا المرض من العام الماضي، كما أن هناك خطة طموحة بين الصحة والتعليم بحيث يكون في كل مدرسة منسق صحي قادر على تقييم الوضع في حال وجود أي أعراض داخل تلك المدارس، مطالباً بالتوعية وعدم الذعر أو نشر الهلع بين الطلاب، وأنه لم يسجل أي حالات - ولله الحمد - خلال الأعوام الماضية، متوقعاً أن لا تسجل أي حالات خلال هذا العام.
وأكَّد عسيري أن هناك تواصلا مستمرا بين إدارة التعليم ووزارة الصحة عبر مديريات الشؤون الصحية بالمناطق والمحافظات للإبلاغ عن رصد أي حالة بين الطلاب لا قدر الله.
وحول استعدادات وزارة الصحة لموسم الحج لمنع تفشي هذا الفيروس بين الحجاج، أوضح عسيري أن هذا هو الموسم الرابع على التوالي منذ ظهور فيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، لكن الذي يختلف هذا العام هو أن عدد الحالات قليلة جداً عكس العام الماضي، والاستعداد هذا العام قوي جداً في تطبيق الإجراءات الوقائية نظراً لقرب الموسم وتزامنا مع تسجيل حالات مصابة بفيروس كورونا، مبيناً أن وزارة الصحة لا تستطيع أن تكون هي خط الدفاع الأول دون تضافر جهود الجهات الأخرى التي لها علاقة بالحج ، مبيناً أن هناك إجراءات تطبقها الوزارة اشتملت على منع الحالات الأولية التي لها ارتباط بالجمال ومنعها من الدخول إلى المناطق المحيطة بالأماكن المقدسة وكذلك الأماكن المحيطة بالحرم النبوي، وهذا - بإذن الله - يحمي من رصد حالات لها علاقة بالجمال، أما الحالات الثانوية فهي التي لها علاقة بمن تتم إصابتهم بالفيروس بحيث يتم تسجيلهم بقوائم للمخالطين ويتم متابعتهم لفترة أسبوعين حتى آخر تعرض، بحيث يتم التنسيق مع المسؤولين بمنعهم من دخول مناطق الحج ضماناً لعدم انتقال العدوى بين الحجيج.
وأفاد الدكتور عسيري بأنه تم تجهيز المنشآت الصحية داخل المشاعر المقدسة للاستجابة لأي حالة التهاب رئوي يتم تسجيلها على أنها حالة اشتباه بكورونا وتبلغ بها الصحة العامة، بالإضافة إلى وجود إجراء لنقل العينات والفحص داخل المشاعر حيث جهزت الوزارة 3 مختبرات داخل المشاعر، بالإضافة إلى مختبر بالمدينة المنورة، وكذلك وجود آلية للتعامل مع الحالات المشتبه بحيث جهزت الوزارة في جميع المستشفيات غرف للعزل، وإذا تأكد وجود حالة يتم نقلها إلى خارج المشاعر على الفور إلى المحجر الصحي المجهز لهذه الحالات بمدينة جدة.
وأشار عسيري إلى أن الوزارة قامت بتدريب جميع الكوادر الصحية العاملة في مناطق الحج بحيث خصصت مرحلتين: الأولى تدريبهم قبل وصولهم مناطق الحج ، والثانية تبدأ في بداية شهر ذي الحجة داخل المستشفيات الموجودة بالمشاعر للتأكد من معرفتهم لتطبيق الإجراءات الوقائية خلال التعامل مع الحالات التي قد ترصد لا قدر الله.
وأوضحت الوزارة أن مسؤولية وقف انتشار فيروس كورونا يتعدى أيضاً دور الممارسين الصحيين إلى أفراد المجتمع، حيث أهابت بالجميع أخذ الحيطة والالتزام بالإرشادات وطرق النظافة العامة التي ستسهم بشكل كبير لمنع انتقال العدوى، ومنها غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 30 ثانية، بالإضافة إلى استخدام المنديل أو باطن الذراع عند العطس والتقليل من زيارة المرضى المصابين في المستشفيات.
الجدير بالذكر أن الوزارة أتاحت متابعة آخر الإحصائيات والمستجدات حول فيروس كورونا عبر موقعها الإلكتروني الذي يتم تحديثه يومياً عبر الرابط التالي http://www.moh.gov.sa/Pages/Default.aspx والموقع الخاص بمركز القيادة والتحكم عبر الرابط h ttp://www.moh.gov.sa/CCC/Pages/default.aspx.