بدر بن عبدالله الشويعر ">
حققت المقاومة الأمنية لرجال الأمن البواسل وقوات الطوارئ نجاحات أمنية وضربات استباقية على كافة الأصعدة فقد سخرت الدولة -حفظها الله - كافة الإمكانات والتجهيزات العسكرية والتقنية التي حققت أمن وراحة المواطن والمقيم على هذه الأرض المباركة.
وبعد تعرض هذه البلاد لعدة هجمات إرهابية كان آخرها انتحار ارهابي بتفجير نفسه بمسجد قوات الطوارئ بمنطقة عسير عبر حزام ناسف نتج عنه استشهاد خمسة عشر رجلا وإصابة العشرات، بمحاولة يائسة من أصحاب هذا الفكر الضال لزعزعة أمن هذا الوطن وإثارة الفتن بين أهله، وجاءت النتيجة معاكسة لأصحاب هذا الفكر التكفيري حيث ندد جميع اطياف ومكونات المجتمع السعودي والدولي بهذا العمل الإجرامي والإرهابي، ولم تزد هذه الهجمات إلا ترابطاً وتكاتفاً بين أبناء هذا الوطن الغالي وقيادته.
إن غالبية منفذي هذه الاعتداءات الآثمة هم من حُدثاء الأسنان الذين تلوثت أفكارهم بانحرافات فكرية وتكفيرية وافدة على مجتمعنا المحافظ، مما يدعونا الى مقاومة أخرى مكملة للمقاومة الأمنية وهي «المقاومة الفكريّة»، فالمقاومة الفكرية هي تكون قبل ارتكاب الفعل فهي مرحلة وقاية وتحصين.
إن المرحلة الحالية مرحلة حرجة تتطلب تضافر الجهود لتكوين قيادة واحدة تنسق الجهود وسن أنظمة وتشريعات تؤسس للمقاومة الفكرية لتحصين الشباب من خطر الاٍرهاب وبناء منظومة متكاملة تعنى بالشباب ومن ذلك مثلاً بناء المحاضن والمراكز للشباب التي تعنى بالثقافة الفكرية وإضافة مواد دراسية في الأمن الفكري وفتح القنوات والحوار وعدم تهميش هذه الفئة وبناء قنوات التواصل مع الأسر عبر نظام لمساندتهم في حماية أبنائهم فكرياً وتقديم كافة السبل للوقاية الفكرية.
إن المقاومة الفكريَّة لا تقل أهمية عن المقاومة الأمنية ولا يمكن ان تؤتي ثمارها إلا بتضافر وتوحيد الجهود عَبر مؤسسة تقوم على استراتيجية تهدف الى حماية الشباب فكرياً.
وقديما قيل: الوقاية خَيْرٌ من العلاج.