صلاح بن سعيد الزهراني ">
الأمن والأمان نعمتان عظيمتان لا يعرف قدرهما إلا من حُرم منهما، وليس من السهل أن نصدق ما نسمعه ونراه من هجمات للجماعات والتنظيمات الإرهابية على الآمنين وترويعهم حتى في بيوت الله وعلى أرض العرب والمسلمين، ولا نكاد نصدق ما يحدث من حولنا هنا وهناك، فتارة تخرج الأفعى تحت مسمّى القاعدة لتجر أذيال الخزي والعار على الإسلام والمسلمين، وأخرى تظهر تحت مسميات جماعات وتنظيمات تسمي نفسها بالجهادية، ولا ندري من يجاهدون، وفي سبيل من يسقط من يخر منهم صريعاً في أحلام معاركهم الخاسرة إن شاء الله فحسبهم جهنم وبئس المصير، كلها جماعات معادية للإسلام والمسلمين وإن لبست عباءته، والدليل على ذلك أفعالهم المخالفة للشرع والدين والمنافية لما جاء به الإسلام من سماحة ورحمة، فالإسلام يدعو إلى البناء وهم يمارسون الهدم، والإسلام يحفظ النفس البشرية وهم يستبيحون دماء أهل الإسلام قبل أهل الذمة، يريدون أن يعودوا إلى الوراء إلى عصر الإماء والعبيد مع أن الإسلام حريص كل الحرص على تحرير العبيد بدليل مطالبته بعتق الرقاب في بعض المواقف التي يقع فيها المسلم، فهل هي ردة عن الإسلام تحت رايات خادعة؟ فالحذر كل الحذر، فوسائل التواصل الاجتماعي تعج بالعديد من الأفكار والتوجهات منها الصائب وأكثرها مضيعة لكل شيء نافع ومفيد، ويتم استخدام هذه الوسائل في تجنيد بعض الشباب المغرر بهم للعمل ضد الإسلام والمسلمين، واستغلال سذاجة البعض وغسل أدمغتهم بالكلمات الحلوة المعسولة واستخدام الآيات القرآنية في غير مواضعها وما أنزلت من أجله، يعدونهم بجنات تجري من تحتها الأنهار لقاء قتل النفس بحزام ناسف وسط المصلين وهم ضيوف على الله في الجوامع والمساجد، أو تفجير السيارات الملغومة وسط الآمنين فهل هذا من الإسلام في شيء، ألا يعلمون أن هدم الكعبة أهون عند الله من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، فكيف يطلبون جنة الفردوس بقتل الأبرياء، وبأي حق يقتلون ويستميحون الغدر بالركع السجود. أولئك الإسلام منهم براء، إن هم إلا يحاربون الله ورسوله، وهم الخوارج الذين حذر منهم الرسول صلى الله عليه وسلم قاتلهم الله أنى يؤفكون، فيا أيها الشاب المسلم لا تتجرع العسل المسموم وتلقي بنفسك إلى التهلكة، واسأل نفسك إلى أين تهرب من قصاص الله وعذابه إن ارتكبت هذا الخطأ الجسيم {وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} (64) سورة المائدة
فيا شباب بلادي وفتيانها انتبهوا إلى ما يدس في وسائل الاتصال الاجتماعي، ترونه العسل وما هو إلا دعوة لنشر الفتنة في المجتمعات المسلمة الراسخة الإيمان، وطرق لتجنيد بعض السذج والتغرير بهم ليكونوا مطيتهم، تمسكوا بدينكم ووحدة صفكم، ولا تدعوا الطغمة الضالة المضلة أصحاب الأحلام الشيطانية يزعزعون ثقتكم ويهدمون أمنكم ويدغدغون مشاعركم بزيف الحديث، ويستعدونكم على إخوانكم في الدين والوطن بدعوات التكفير والهجرة (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) وتذكروا أنه لا يفلح الظالمون. والله من وراء القصد.