وفاء بنت ناصر العجمي ">
فتح الاعتداء الشنيع على أحد الكلاب الضالة في الرياض النقاش حول واقع هذه الحيوانات، خاصة وأن القانون الجنائي لا يحمي هذه النوعية من الحيوانات، إذ لا يعاقب القانون إلا على حالات الاعتداء على حيوان أو دابة مملوكة للغير، بمعنى أن الحيوانات التي لا تتوفر على مالك لها، لا يتعرّض المعتدي عليها لأي تغريم أو متابعة.
أحداث سريعة ومتلاحقة تعاقبت عقب ظهور مقاطع فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي يحتوي على مشاهد لعدد من الأشخاص يعتدون بالأسلحة البيضاء أو العصي على الكلاب أو القطط في مشاهد خالية من كل معاني الإنسانية والرحمة.
إن في خلق الحيوان، وعجيب طباعه، وعاداته وفهمه تسيير شؤون حياته وعطفه على صغاره، وجمعه لرزقه وعمل الأسباب للبقاء، وما أودع الله فيه من خفة الحركة والسرعة والجري والعدو والتسلق والغوص في الماء والطير في الجو وغير ذلك، مما ألهمه الله من عجيب قدرته، في ذلك كله.
معجزة لله تعالى في هذا الخلق العجيب ودلالة على عظمة الخالق واستحقاقه أن يعبد دون سواه، مما لا شك فيه أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئاً إلا لحكمة علم تلك من علمها وجهلها من جهلها، فالله سبحانه وتعالى لما خلق هذا الحيوان لم يخلقه عبثاً وإنما خلقه من أجل الإنسان.
قد يكون الاعتداء على الحيوانات هو الدليل الأول على تحديد واكتشاف مغتصب أو قاتل المستقبل، قد قادت الصلة بين العنف البشري والعنف ضد الحيوانات للتعاون الشديد بين الشرطة ومسئولي رعاية الأطفال في الولايات المتحدة، وهي تنقذ حياة الكثيرين، في إحدى المدن الامريكية عندما كان خريج ضعيف من الدراسة محبطًا من عدم عثوره على وظيفة، بدأ في تقطيع القطط وصغارها، فأخبر مسئولي الرفق بالحيوان الشرطة بهذا، وحصلت الشرطة على ترخيص بتفتيش شقته، حيث وجدت الشرطة في متعلقاته صورا لست نساء كان يتتبعهن في غضب، وخطط لفعل ما فعله مع القطط مع النساء، وهذه النساء تحيين الآن بسبب إدراك الشرطة أن العنف هو عنف، ولا يهم من الضحية، وأخذوا أمر الاعتداء على الحيوانات بجدية.
العنف المميت الذي حصل في المدارس في السنوات الأخيرة بدأ في معظم الحالات بالوحشية تجاه الحيوانات، العديد من الأشخاص الذين قاموا بالاعتداء على الأشخاص داخل المدارس اعترفوا بأنهم قاموا بأفعال وحشية تجاه الحيوانات قبل تحويل العنف لديهم تجاه الزملاء والأساتذة والوالدين.
يستحق الإنسان الذي يؤذي حيوانا عن عمد أن ينال عقوبة، بالإضافة إلى معاناة الحيوان، فإن الأشخاص الذين يعتدون على الحيوانات أو يؤذونها، فعلى الأرجح هم أيضًا يعتدون على البشر، فالأطفال العنيفون مع الحيوانات هم معرضون بدرجة كبيرة أن يصبحوا خطرين للبشر عندما يبلغون.
الغلظة والخشونة ضد الحيوان الأعجم قد تكون في الإسلام سبباً من أسباب إدخال النار يوم القيامة، قال رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- : «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ مَثَّلَ بِالْحَيَوَانِ».
وفيه دلالة على حرمة إيذاء الحيوان حيًا أو ميتًا، إلا لضرورة أو منفعة, وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت من العطش، فبّين «أن رجلاً رأى كلبًا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه فجعل يغرف له به حتى أرواه فشكر الله له، فأدخله الجنة».
بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت! فقال: «عُذبت امرأة في هرة، حبستها حتى ماتت جوعًا، فدخلت فيها النار».
يستحق الإنسان الذي يؤذي حيوانا عن عمد أن ينال عقوبة، بالإضافة إلى معاناة الحيوان، فإن الأشخاص الذين يعتدون على الحيوانات أو يؤذونها، فعلى الأرجح هم أيضًا يعتدون على البشر، فالأطفال العنيفون مع الحيوانات هم معرضون بدرجة كبيرة أن يصبحوا خطرين للبشر عندما يبلغون.
- أكاديمية ومستشارة أسرية وتربوية مدربة بمدينة الملك عبدالله للطالبات