عبدالله بن عبدالعزيز الفالح ">
إن الأحداث الأخيرة لهي اعتداءات مؤسفة ومؤلمة لما شملته من تفجيرات وقتل أنفس بريئة وانتهاك لحرمة بيوت الله عز وجل التي أمر الله سبحانه وتعالى أن تُعمر ويُذكر فيها اسمه وتؤدى الصلاة والعبادات فيها وتكريمها والاعتناء بها أيما عناية.., وقد قال سبحانه وتعالى: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}، وخدمة بيوت الله تبارك وتعالى هي من أفضل الأعمال الخيرية المباركة التي يسعى اليها كل مسلم للحصول على الأجر والثواب، إضافة إلى العناية بها في مختلف الجوانب الحسية والمعنوية والله لا يضيع أجر من أحسن عملا, وليس الاعتداء على المصلين فيها وتدمير ما فيها عياذا بالله، بل يجب العمل على جلب وسائل وأسباب الخشوع والطمأنينة في الصلاة لكافة المصلين من خدمات جليلة لإعمار بيوت الله تعالى ومن ذلك تحقيق ركن الطمأنينة لدى المصلي، وإبعاد ما يسبب التشويش عليه أو إثارة شيء من الرعب والخوف أثناء صلاته من خلال تلك الاعتداءات الأليمة الآثمة..! الأحداث التي حدثت مؤخرا تزيدنا قوة ومنعة لمواجهة التحديات، التي قد تواجهنا، خاصة في أيامنا هذه، التي تشهد تغيرات كبرى وتاريخية مهمة، لهذا ينبغي أن نعمل جميعاً، كأسرة واحدة، متكاملة ومترابطة، تحكمها شريعة الله تعالى الغراء، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفق منظومة إسلامية، تخدم المجتمع الإسلامي والخليجي في آن واحد، ونقول: اللهم حقق لنا ولبلادنا كل ما يصبو إليه من خير ورفاهية وأمن وأمان بإذن الله عز وجل، لذا يجب أن يكون للمسلم موقف شرعي صحيح مما يحدث هنا وهناك في البلاد الإسلامية والعربية خاصة ما يتعرض له إخواننا المسلمين والأبرياء من أحوال لا تسر المؤمن سواء كانت هذه الأحداث حروب أو مجاعات أو تقتيل وتشريد... الخ. إن هذا الدين لا محالة حليفه النصر من عند الله تبارك وتعالى كما وعد بذلك عز وجل في كتابه الكريم {إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، وليعلم المتعالي وصاحب الزهو البراق والخادع بأن كل قوة غير قوة الله سبحانه مصيرها إلى الضعف والهوان والزوال أمام الله القوي العزيز الجبار الذي يملك كل القوة والسيطرة والجبروت والغلبة سبحانه وتعالى، عودوا إلى الله وإلى دينه القويم تعد لكم قوتكم ومكانتكم ومهابتكم بحق بين الأمم الأخرى. لهذا فإن مواجهة هؤلاء أمر ديني حتمي لا ينكره عاقل وصاحب غيرة على دينه وأمتوأهله وإخوانه المسلمين الذين يُنكل بهم العدو أشد تنكيل في كثير من بلاد المسلمين، فمن لجراحات اخواننا في كل مكان؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ما من امريء مسلم يخذل امرأ مسلما في موضع تُنتهك فيه حرمته ويُنتقص فيه من عرضه إلا خذله الله تعالى في موضع يُحب نصرته وما من امريء مسلم ينصر امرأ مسلما في موضع يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نُصرته) رواه أبوداود... يقول أحد الإخوة جزاه الله خيرا: ما أروع أن يلتفت الأخ لأخيه ويؤازره بدل أن يقتله من الأمام أو الخلف ويهجره ويكرهه بسبب أفكار وآراء ضالة ومنحرفة بسببها يقتل الأخ أخيه، وتحدث بعد ذلك عظائم الأمور لأي سبب كان المهم أنه سبب بسيط جدا لا يصل إلى ما وصل إليه من تقتيل واعتداءات وحشية, الجميع يجب عليه أن ينأى عنها نهائيا ولا لمجرد التفكير فيها أو التأثر بها..، فتصبح الأمة والمجتمع لا قدر الله كلها آلام وأوجاع وأحزان، وهذا ولا شك هو الذي يسعى إليه أعداؤنا وتحقيق مبتغاهم الدنيء والسيء من أجل الحصول على نتائجه على أرض الواقع..., اللهم أنصر إخواننا في الجنوب المرابطين على الحدود وفي كل مكان وانتصر لهم، واكفنا شر المحن والفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم آمين.