(سَنَرْجِعُ يوماً) إلى شامِنا
ونغْمِسُ في الضَّوءِ أحْلامَنا
ونرْسِمُ فوق ابْتِسامِ الشِّفاهِ
رَفيفاً يُتَرْجِمُ أشْواقَنا
(سَنَرْجِعُ يوماً) إلى قاسِيونَ
ونُودِعُ في الصَّدْرِ آمالَنا
نُعيدُ إلى مَيْسلونَ السّنا
وندْفِنُ ثَمَّةَ أحْزانَنا
سَنَرْجِعُ مهْما عَتَى ظالِمٌ
وحَطَّمَ با لعُنْفِ أسْوارَنا
ومهْما اسْتبَدَّ عُتُلٌّ زنيمٌ
وَشَرَّدَ با لرُّعْبِ أطْفالَنا
ومهْما رمَى مِنْ جحيمِ الّلهيبِ
وأزْهَقَ با لنّارِ أرْواحَنا
ومهْما اسْتعانَ بشيْطانِهِ
وحرَّقَ با لحِقْدِ أكْبادَنا
سَنَرْجِعُ حتْماً برغْمِ الظَّلامِ
ونغْمُرُ با لنّورِ أجْواءَنا
ونَنْسَى تطلُّعنا لِلِّئامِ
وذُلَّ الملاجي وأوْجاعَنا
ونَنْسَى المآسي وعيْشَ الخِيامِ
وروحَ التَّشَفِّي وآلامَنا
وعَيْشَ التَّشَرُّدِ في غُرْبَةٍ
وفي كُرْبَةٍ ، ذَلَّ مَنْ عافَنا
غداً سوف نَرْجِعُ في مَوْكِبٍ
يُسَطِّرُ با لودِّ أعْيادَنا
سنأْتي تُرافِقُنا الصّادِحاتُ
وتَطْرُقُ با لبِشْرِ أبْوابَنا
سَنُرْجِعُ لِلْياسمينَ العَبيرَ
ونَعْمُرُ با لبِرِّ جُدْرانَنا
وتأْتي المَلائِكُ في زَفَّةٍ
وتَغْمُرُ با لطُّهْرِ أفْراحَنا
تُعيدُ إلى الشّامِ إشْراقَهُ
وتَفْرُشُ با لوَرْدِ أعْراسَنا
تَدُقُّ الكنائِسُ في غِبْطَةٍ
وتَتْلو المساجِدُ قُرْآنَنا
- عبدالقادر كمال