أحمد محمد محمود:

«في مسار كل إنسان من مولده إلى وفاته رحلات متعددة، أظهرها هذا اللون المعروف في الآداب كلها بأدب الرحلة، وهو مجال فخر لكل أمة برع أدباؤها فيه، ومن هذه الأمم أمة العرب وأمة الإسلام، التي تزخر مكتبتهما الأدبية بفيض من كتب الرحلات، قديما وحديثا، جاب فيه الرحليون العالم القديم، والعالم الجديد، سيرا على الأقدام، وعلى مختلف الدواب، وعلى السنابك الشراعية، وعلى السفن البخارية، وبالطائرات الحديثة، لم تثنهم المخاطرة بشتى صنوفها، فتطور أسلوب كتاباتهم بتطور وسائل المواصلات والاتصال.

وقد تنوع إنتاج الفكر العربي بألوان من فن الرحلة، زاده غنى أسلوبه الأدبي، وصدق تعبيره، ودقة تصويره، ويقدم هذا الكتاب نماذج لهذا اللون من أدب الرحلات، بدأه البلدانيون قديما، وواصله الأدباء من بعد ذلك، فمزجوا المعلومة الجغرافية والبلدانية بمشاعرهم، وطبعوها بأحاسيسهم.

ويؤكد المؤلف على أن هذا الكتاب ليس من تأليفه، بل إن مؤلفيه هم أصحاب هذه الرحلات، وأن جهد المؤلف يهدف إلى تكوين نواة لموسوعة لهذا اللون من الأدب، يعرض فيه الرحلات تباعا، ما قام السعوديون أو العرب أو الأجانب، وما تخصص فيه المسلمون في رحلات الحج».