منصور بن إبراهيم الحسين ">
المتأمل حاليا لم يحدث في الظاهر أن العمل الأمني يقتصر على الكشف عن هوية منفذ التفجير والكشف عن خلية تهدد أمن الوطن، وكل هذا عمل دفاعي فقط لما نواجهه من تفجيرات ينفذها أبناؤنا، ولكن الواجب أن يتحول الأمر من دفاع يتركز عمله على اكتشاف المفجر إلى مرحلة دفاعية أكثر تقدما من خلال التعرف على طرق إغواء شبابنا والهجوم على عقولهم واستلابها.
فيتوجب الآن أن يكون العمل لمواجهة الحرب الفكرية التي تواجه شبابنا وتحولهم إلى قنابل وأحزمة ناسفة لقتل أهلهم ومجتمعهم، وأصبحوا يرون كفرية أهلهم ووالديهم ومجتمعهم.
ان الطرح الإعلامي حاليا وخصوصا في الصحف تجاوزه الزمن وكله شجب واستنكار وإدانة وهذه لم تقدم شيئا، بل يجب أن يتحول الأمر من الاستنكار والشجب إلى مرحلة التأكيد والمطالبة بضرورة أن يتم التصدي لهذا الفكر من خلال معرفة وسائله وأساليبه.
فالأمر يتطلب إجراء دراسات في عدة مجالات يقوم بها خبراء ومتخصصون من وزارة الداخلية والإعلام والجامعات (فإذا قلنا الجامعات فإننا نقصد أساتذة علم نفس وعلم إعلام وعلم تسويق وعلم تقنية معلومات... إلخ) وتقنية المعلومات من أجل معرفة كيف وصل فكر الخوارج إلى هؤلاء؟؟
وما الأساليب التي يستخدمها الخوارج من اجل جذب هؤلاء الشباب، ثم ما الأساليب والرسائل التي يتم استخدامها لتغيير فكر هؤلاء الشباب وغسيل أدمغتهم بحيث يرى الإنسان كفرية مجتمعه وأهله ولا يرى أي قيمة ل دماء الآخرين وقتلهم.
يتطلب الأمر دراسة حياة كل شخص من الأشخاص المقبوض عليهم أومن الذين فجروا أنفسهم وفحص أجهزتهم الهاتفية المحمولة وحاسباتهم الآلية والتعرف على المواقع التي يزورونها وبريدهم الإلكتروني وغير ذلك من الأمور.
فإذا كان جزء من هؤلاء المعتنقين لفكر الخوارج من متعاطي المخدرات السابقين وهم من اصحاب السوابق، وبعد ذلك يتحولون إلى فكر الخوارج، فهل من الطبيعي أن يكون متعاطي المخدرات ومدمنها له مزاج ان يزور المواقع الإلكترونية ويتنقل بين الصفحات والتطبيقات؟
لابد من التحرك السريع اولا لمعرفة المواقع التي تؤثر بشكل كبير ويتم حجبها، ثم دراسة محتوى هذه المواقع ومعرفة المحتوى الذي يقدم بها، وكيف يقدم ومراحل التدرج بها لكي تجعل الشاب قنبلة موقوتة يفجرها أعداء الدين والأمة والوطن في الوقت الذي يريدون.
لهذا أنا أرى أن الإنجاز الأمني الذي تم يعد محدودا فاكتشاف خلية أو اكتشاف هوية شخص قام بالتفجير وقتل الآخرين على انهم كفار، فهذا الاكتشاف ليس هو المهم لأن الاعداء سيغسلون عقل شاب آخر وثالث ورابع وعاشر ويكون عمل الأجهزة الأمنية اكتشاف خلية أو معرفة هوية من فجر نفسه، والواجب تجاوز هذه المرحلة إلى حجب المواقع التي تهددنا لكيلا يتأثر شباب آخرون. ثانيا للاستفادة من أساليب الأعداء في تقديم مادة مناسبة ترسخ في نفوس شبابنا الإيمان الصحيح والعقيدة السليمة التي تحرم سفك الدماء. كما تغرس في نفوسهم حب الوطن. والولاء لقيادته.