وفاء بنت ناصر العجمي ">
سيهل علينا عام دراسي جديد، ندعو الله فيه أن يكتب الخير لأبنائنا وبناتنا، وأن يوفقهم للتحصيل والفهم والاستيعاب والتفوق.
ضرورة الاستعداد للعام الدراسي الجديد ببرنامج للإجازة الصيفية، متكامل في أهدافه التربوية السامية، لبناء الأبناء وتكوينهم العقدي والفكري والروحي والنفسي والبدني، للارتقاء بهم وبمجتمعاتهم.
بعد غياب الأطفال فترة من الزمن عن المدرسة قد يصيبهم نوع من الأرق أو التخوف من العودة إلى الدراسة خاصة بعدما تعودوا على السهر، وتقضية وقتهم باللعب والتسلية لساعات طويلة، لذا فهناك بعض الأطفال الذين يرفضون فكرة العودة إلى المدرسة، وقد تصل بهم الأمور إلى أن يقولوا «أنا أكره المدرسة» أو «أنا لا أريد الذهاب على المدرسة».
قد يعاني بعض الأطفال من هذه الحالة « في المراحل الابتدائية والأساسية أكثر من غيرها من المراحل حيث يبدأ الطفل في المرحلة الإعدادية بتقبل وتفهم الوضع أكثر.
لكن النهج السوي هو أن يخطط الآباء لقدوم المدرسة بحسن توظيف فترة الإجازة فتشحذ فكر الأبناء وتهيئتهم نفسيًا بأنشطة رافعة تستمر معهم أثناء الدراسة، ومنها زيارة المتاحف وحضور الندوات، والقيام بالمعسكرات وزيارة المكتبات، والتعلق بالقراءة في مختلف المجالات، وممارسة الهوايات المختلفة للكشف عن قدرات ورغبات الأبناء بشكل منظم مرتب، وفق رؤية وبرنامج وليس عشوائيًا، ولا مانع من عونهم في الارتقاء بنقاط ضعف لديهم بحاجة لتنمية في القراءة والكتابة واللغات والعلوم وغيرها.
أن الأهم هو إعطاء أولوية خاصة لحفظ القرآن الكريم طوال العام قدرالإمكان، لأنه يزيد من محصلة الطفل اللغوية بمعدلات خيالية لو فاتته لن يعوضها أبداً، ومع التدرج العمري يأتي التدرج في فهم القصص القرآني كقصص موسى وعيسى وأهل الكهف وأمهات المؤمنين، لأنه ينمي ويوسع الأفق الذهني ومهارات القراءة والحفظ والاسترجاع والتفكر وحب العلم والتعلم والتميز والاستقامة، بتأثير قوي على مستقبلهم يفوق النظريات الغربية في التعليم، ويدعو لربط الأبناء بحفظ القرآن الكريم وفهمه، لأنه خير عون لتفهم كل علم ومهارة وهذا لا يتعارض مع تعلمهم مهارات اللغات والحاسب والعلوم المختلفة.
مع الحذر من التفاخر بتطبيق نظريات غربية في التربية، والاقتصار على استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة التي يعيق بعضها التطور الفطري للأبناء، ومثال ذلك أن اليابان رفضت استخدام الآلة الحاسبة للأطفال لأنها تضعفهم، فهم يتعلمون الرياضيات بأيديهم وبعداد المخراز، وأوصي بتحرير عقول الطلاب من قيد النظريات التربوية الأجنبية، ومنها السير على سلم «بلوم» وهي الحفظ ثم الفهم فالتطبيق فالتحليل والتركيب والتكوين ثم الإبداع، وهذا نهج عفا عليه الزمن، فالطالب يستطيع أن يبدع بدون المرور بكل هذه المراحل المعقدة، وكذلك فيما يخص خطوات المنهج التجريبي، فالطالب قادر على اختصارها فيكتشف الحلول المبدعة غير التقليدية عن طريق اتباع طريق غير تقليدية.
ليتميز تعليمنا بعدم إغفال أن يتعلم الطلاب مهارات وطرق حل المشكلات، وبذل المجهود الذهني لتقديم الجديد، فالأفضل أن نعلمهم كيف يصطادون بدلاً من أن نعطيهم سمكة، أي نعلمهم التفكير، وكيف يفكرون ويبدعون ويحللون ويستنتجون ويقارنون وينقدون.
- أكاديمية ومستشارة أسرية وتربوية ومدربة بمدينة الملك عبدالله للطالبات