الجزيرة - محمد عبدالرحمن:
على الرغم من أن قناة العربية تمتاز بالرصانة خاصة البرامج البعيدة عن رصد الأخبار أو التقارير الإخبارية المرتبطة بالأحداث السياسية وعلى الرغم من تميز قناة العربية كقناة إخبارية لوت الأعناق في ظل الظروف الراهنة إلا أنها فشلت في أن تكون مميزة في البرامج المنوعة وعلى سبيل المثال برنامج «صباح العربية» الذي تفتتح القناة وجباتها ويجد متابعة جيدة بسبب توافقه مع ظروف كثير من المشاهدين، في السعودية على وجه الخصوص. لكن هذا البرنامج الذي كان في فترة من الفترات مميزًا وجذابًا ويحمل في محتواه مواد ولقاءات جيدة تراجع في الآونة الأخيرة بشكل حاد وملحوظ، وأصبح يقدم فقرات أقل ما يقال عنها إنها سيئة ولا تمثل «العربية» في تميزها أو توجهها أو حتى اختياراتها، ولعله يتضح لنا في «صباح العربية» الضعف الواضح في إعداد الفقرات أو اختيار الضيوف أو تسليط الضوء على الموضوعات المهمة، والأهم من هذا كله أن المذيعة مهيرة عبدالعزيز القادمة من عالم برامج الاقتصاد وكونت وقتها ثروة من النجاح الباهر فشلت بقوة في برنامج كهذا، ولم تستطع أن تثبت نفسها في هذا التوجه، وأنها لا تتناسب مع مثل هذه البرامج، ويبدو أن إصرارها على أن تصنف مذيعة برامج منوعة جعلها تنزلق في «متاهة» كمذيعة في هذه البرامج، وعلى الرغم من محاولة تصدير نفسها «أيضًا» كمذيعة تملك علاقات مع نجوم الوسط الفني، وأنها تتابع الموضة إلا أنها اتخذت خطوة خاطئة في مسيرتها الإعلامية، حيث إن ثوب برامج المنوعات لا يناسبها أبدًا. وينطبق الكلام نفسه على المذيعة سارة الدندراوي التي بدأت متميزة في مسيرتها الإعلامية وتقبل المشاهد لها، لكن لاحظ المشاهد أن سارة ركبت موجة «الغرور» مبكرًا الذي قد يعلن انصراف المتابع لها، خاصة أنها تتحدث بفوقية مع المشاهد وبغرور، يتضح ذلك في تعليقاتها وطريقتها في الكلام وحتى في مداخلاتها. الإعداد في برنامج «صباح العربية» ضعيف جدًا، إلى درجة أن إيقاف البرنامج سيكون أفضل له في ظل هذا التراجع المخيف، ثم إعادة جدولته في خريطة برامج «العربية» بعد معرفة سبب انحداره وضعف إعداده ومذيعيه. في المقابل وبكل تجرد يجد برنامج «صباح الخير يا عرب» على mbc تقدمًا في محتواه واختياره الموضوعات ونوعية ضيوفه وتنوعهم ومناسبتهم للحدث والتقارير المدروسة فيه، مع تميز المذيعة لوجين عمران ووصول المذيع هاني الحامد لمرحلة النضج الإعلامية التي قادته كي يكون الأميزفي الآونة الأخيرة وتواضعه مع المشاهد والضيوف وقدرته على احتواء بعض الأخطاء القاتلة، خاصة من المذيعة هدى محمد التي ما زالت تسير في تخبطها وعدم تقدمها وعدم احترافيتها وعدم قدرتها على التميز.