عبد الرحمن الشلفان ">
مصطلح الفوضى الخلاقة ليس مجرد مصطلح لم يتجاوز نطاق التمني والأمل في أن يكون حقيقة ومن بنات أفكار مفكر حالم وإن كان كذلك إلا أنه قد تحول من القول إلى الفعل والتفعيل وعنوان لحرب خفية ليس لها جيوش جرارة وتكاليف باهظة حرب من خلال سعي حثيث وخطى مدروسة لبث الفرقة وزرع الخلاف بين أبناء الشعب الواحد وإن كان أشد مصادر قوته فعلاً إثارة الفتن الطائفية والمذهبية مما صار فعلاً في البعض من الدول العربية والتي تحولت أو هي في الطريق إلى التحول إلى دول بدلاً من دولة واحدة مما سوف يحقق المرحلة الثانية من هذه الحرب (الفوضى الخلاقة) والتي سوف تحقق الغاية القصوى لأعداء الإسلام والعرب حين يصير التقسيم لتلك الدول وتصير إلى دويلات ضعيفة تعيش على فتات المعونات مثلما تلقي الحماية من دول (الفوضى الخلاقة) ولتجد نفسها وقد عاشت مجزأة تعيش في كفن أعدائها بلا حول لها ولا قوة فهل يتنبه العرب لهذا المآل المخيف أم أنهم سيظلون مثلما كان خلال مرحلة خلت ضحايا للخديعة تارة وللنهب والسلب تارة أخرى. إن المخاطر قد تعددت مسمياتها مما استهدف الأمة في عقيدتها وفي ثرواتها وفي توحدها فهل الأمة وقد وعت ذلك في سبيل التوحد لمواجهته بما يستحق ويحبط خططه ويعيد لأقطارها ما كان من هيبة وقيمة هذا ما يأمله كل عربي.