مها الحجوري ">
استطاعت الطفلة غلا عبدالله الخالدي والتي تملك من العمر اثني عشر عاماً أن تتغلب على إعاقتها والتي أصيبت بها منذ ولادتها، تدرس الطفلة غلا في مدارس التعليم العام، والتي قالت عنه الأمر مشجع ورائع، حيث لا فرق بيني وبين الطالبات معي، ولا فرق بيننا سوى في الإبداع والتفكير المميز، ولم أجد أي صعوبات في مدرستي، وإن وجدت فأنا قوية جداً أستطيع التغلب عليها. كل المواقف التي قد تمر عليّ وقتية تذوب بسرعة، ويبقى الإبداع في النهاية وهذا الأمر يجعلني قوية وأقدم بشكل أفضل في كل مرة.
قررت الطفلة غلا بكل عزيمة أن لا تجعل هذه الإعاقة حاجز وعائق لتحقيق ما تحلم به، فقد شاركت في عدة مهرجانات وأنشطة ومن أهمها مشاركتها في اليوم العالمي للإعاقة في افتتاح حملة «من أجلهم ويدنا بيدهم» في مركز عين الفرس، حيث وقفت على المسرح وقفة مفعمة بالعزيمة والثقة كأنها وردة ملونة، كما قال عنها الجميع، وتم تكريمها من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
استطاعت غلا عبدالله الخالدي بعزيمتها وتشجيع من ذويها أن تصبح أول «موديل» على كرسي متحرك في دول الخليج العربي. تقول: علمتني أسرتي كيف أحول إعاقتي إلى طاقة تغمرني بالإيجابية وحب الحياة.. كم من طفل على كرسي متحرك يعاني من توحد موحش، لا يريد أن يراه أحد ويعتقد أن هذا الكرسي يجعل بينه وبين حلمه سدًا لا يستطيع أن يهدمه، فهذا كله يرجع إلى قوة ذويهم وتشجيعهم وبث الإيجابية في نفوسهم.
إن ما تقوم به الطفلة غلا من مشاركات وفعاليات ليس بمحض الصدفة، بل بسبب إصرارها وقوة عزيمتها. وهذه القصة خير برهان لاولئك الذين يعتقدون أن الإعاقة إعاقة جسد، بل إن الإعاقة هي التي تكمن في العقل العاجز.