مندل عبدالله القباع ">
أصدر معالي وزير التعليم قراراً قبل فترة ونشرته بعض وسائل الاعلام المقروءة بفتح فصول في مدارس التعليم العام لتحفيظ القرآن الكريم، وأسند معاليه هذه المهمة لإدارة التعليم المختلفة بالمملكة وإعطائها الصلاحيات بفتح هذه الفصول والإشراف عليها، وقد استقبل هذا القرار بكثير من التعليقات ما بين مؤيد للفكرة ومعارض لها، والبعض يربطها بمدارس تحفيظ القرآن السابقة والتي يتبع أغلبها لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، والتي كان للبعض منها ضلع في بث الأفكار المتطرفة التي أدت فيما بعد لخروج بعض طلابها عن المألوف ودخولهم في ممارسات خارجية ليس لها فيها ناقة ولا جمل.
والعيب ليس في تدريس القرآن وحفظه ولكن في طريقة تدريسه وطريق الاستفادة من معانيه وفهم تعاليمه وقيمه، وقد كانت مدارس تحفيظ القرآن تقيم مسابقات التحفيظ للطلبة على مستوى المملكة، وهناك مسابقة دولية للمسلمين على مختلف الدول تتيحها المملكة سنوياً بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، ولكن البعض يقول بأنهم كانوا يرددون القرآن بدون فهم معانيه، كما يشير البعض إلى أن الهدف من هذه الفصول التابعة لوزارة التربية والتعليم تهدف إلى نقل هؤلاء الطلاب من مدارس تحفيظ القرآن من أجل أن يصبحوا تحت مظلة التعليم العام، وإذا كان هذا صحيحا فنعم القرار أن تصبح تلك المدارس تحت مظلة وزارة التعليم لان هذا سوف يحفظها من الأفكار المتطرفة خاصة إذا أسندت هذه الفصول لتدريس القرآن الكريم إلى مدرسين ومعلمين متخصصين في فهم القرآن وتعاليمه بدون غلو ولا تطرف لمن يحملون شهادة بكالوريوس الشريعة ويمكنهم تدريس القرآن الكريم بصورة جيدة بعيدة عن التطرف وجعل الحفظ للقرآن مع الفهم لمعانيه وليس ترديده كالببغاء مع تدبر آياته.
والآية الكريمة تشير إلى أهمية تدبر القرآن وفهمه قال تعالى {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} ولا شك أن القرآن يشمل جميع نواحي الحياة, وقد اتخذت المملكة القرآن الكريم دستورا لها وخاصة منذ عهد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز طيب الله ثراه مؤسس الدولة السعودية الثالثة عام 1319هـ، حيث خضعت انظمه الدولة ودستورها والنظام الأساسي للحكم لهذا التشريع الإسلامي الذي يعتمد على الكتاب والسنة في جميع مناحي الحياة الدينية والتعليمية والاجتماعية والأمنية والصحية والثقافية لهذا التشريع، فنحمد الله على هذه النعمة التي يحسدنا عليها الكثير من الدول حيث ننعم بالأمن والأمان لا حزبية ولا طائفية ولا قانون شعارنا، (لا اله إلا الله محمد رسول الله) والقرآن الكريم كتاب آياته من رب العالمين، لا يأتيه الباطل من أمامه أو خلفه أو يمينه أو شماله أنزله الله وحفظه إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، فالقرآن الكريم صالح لكل زمان ومكان فتدريسه وتعليمه وحفظه من قبل الناشئة رجال الدولة مستقبلاً بعد الله في جميع مناحي الحياة يجب أن ينشئوا التنشئة الإسلامية الصحيحة التي تنفعهم في دينهم ودنياهم وخير تنشئة صالحة هي التي تعتمد على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فنعم التنشئة ونعم التربية فمرحبا بفتح هذه الفصول الدراسية لتعليم القرآن وحفظه وتدبر معانيه التي تخص تعليم القرآن الكريم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).
وكان القرآن الكريم هو المدرسة الأولى حيث قال تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} فهو الدافع الأول للتعليم في الإسلام، وقد كانت دار الأرقم في مكة المكرمة أول مدرسة تقوم بتحفيظ القرآن الكريم في العالم الإسلامي.
فالعيب ليس في تدريس القرآن، ولكن في ربط التعليم ببعض الأفكار التي تدعو للتطرف وطالما أن من سوف يدرسون القرآن من خريجي كليات الشريعة فلاشك أنهم سيكونون علماء في كيفية تدريس القرآن الكريم بمعانيه وما تنطوي عليه آياته الكريمة من أفكار وتعاليم والله الموفق.