لاتفتح وسادة الريش! ">
كان هناك شابٌّ مشهورٌ برغبته العارمة في المنافسة الشرسة داخل الشركة، وبمحاولاته المتكررة بشتى الطرق لفرض أسلوبه على الكلِّ وخلقه للمشكلاتِ لعزمه على الفوز بأيِّة طريقة ووسيلة بغض النظر عن العواقب. وفي أحد الأعوام تملكت منه نزعته التنافسية وزادت حدتها وانزعج جميع زملائه الموظفين في الشركة من تصرفاته غير الواعية، وقدموا له النصح ولكن بلا فائدة، فقد كان يستصغرهم ويدَّعي أنه أجدر منهم جميعًا. وفي إحدى محاولاته البائسة لأن يكون رقم واحد، تحدَّث هذا الشاب عن أحد زملائه بطريقة سيئة جدًّا أمام العملاء. وكان هذا بمثابة تجاوز الخط الأحمر للسلوكياتِ المقبولة بالعمل في الشركة وتعديًا غير مقبول لحقوق زملائه. لذلك عندما سمع العاملون بذلك قرروا جميعًا أن يقاطعوه، ولا يتواصلوا معه بأيِّ أسلوب كان، وفي تلك الفترة عانى الشاب من نبذ زملائه ومقاطعتهم له، فذهب إلى رئيسه في العمل يطلب منه النصح ويشتكي الظلم وحكى له ما كان من تصرفاته بدعوى المعرفة وجهلهم له. فطلب رئيسه منه أن يتوجه إلى البيت ويفرغ محتوياتِ وسادة مليئة بالريش في العراء ثم يحاول أن يجمع كلَّ الريش المتناثر. عاد الشاب الصغير إلى العمل في اليوم التالي وقد استوعب الدرس، لقد أدرك أنَّ هناك بعض الأخطاء التي لا يمكن تصحيحها بالكامل، مثلما هو من المستحيل أن يجمع الريش المتناثر بالكامل، بل عليه ألاَّ يفتح وسائد الريش ومن ثم يشكو من عدم تجمعها له.
(إذا لم يكن لديك سوى مطرقة، فسترى كل شيء مسمارًا).