برنامج خادم الحرمين الشريفين لحج الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة ">
الرياض - سلمان العُمري:
عنيت المملكة العربية السعودية منذ نشأتها بأمر الأيتام، وبدأ الاهتمام بإنشاء دور خاصة للأيتام ثم تلا ذلك إنشاء إدارة عامة لهم يشرف عليها المشايخ تتولى مسؤولية متابعة أوضاع الأيتام وتلمس حاجاتهم، والأخذ بأيديهم لما يكفل لهم كرامتهم ويحقق اعتمادهم على أنفسهم، وبعد إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (وزارة الشؤون الاجتماعية الآن) تولت هذه المهمة التي ما فتئت -في ظل التوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- تقدم للأيتام ومن في حكمهم أوجه الرعاية الكريمة كافة، إيماناً منها بأن هذا حق من حقوقهم التي كفلها لهم الله -عز وجل-، ومع ما تقوم به الوزارة من جهود طيبة في هذا المجال تم إنشاء العديد من الجمعيات والمؤسسات الأهلية الخيرية التي تعنى باليتيم.
ومن الأعمال الحميدة التي قدمت لهؤلاء الأيتام ما قام به بعض المخلصون من منسوبي الشؤون الاجتماعية في منطقتي الرياض ومكة المكرمة، وبجهود ذاتية من تمكين المئات من الأيتام من أداء فريضة الحج بالتعاون مع بعض المحسنين والأخيار، إلا أن هذا العمل المبارك لم يدم مع الأسف لأن القائمين على هذا العمل الخيري تركوا الوزارة ومع خروجهم توقف هذا المنشط الذي يتطلع له الأيتام بل إن بعضهم يحسب الليالي والأيام كي يدرك هذا الفضل العظيم وكان الأمل يحدوهم لذلك.
وفي هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- الذي يعد امتدادا لمسيرة الخير والنماء للملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن وأبناؤه البررة من بعده -رحمهم الله جميعاً- خاصة في الأعمال الخيرية فإن الجميع يتطلّع إلى موافقة المليك المفدّى (سلمان العزم والحزم والخير والعطاء) على إطلاق (برنامج خادم الحرمين الشريفين لحج الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة) وتنفذه وزارة الشؤون الاجتماعية بصفة رسمية وترعاه ليس للأيتام فحسب بل حتى لذوي الاحتياجات الخاصة لتضيف لمجهوداتها برنامجاً مهماً ويلمس احتياجات شريحة مهمة من أبناء المجتمع، وأقترح أن تتبنى الوزارة بقيادة ربّانها النشط معالي الوزير الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي فكرة تنظيم (برنامج خادم الحرمين الشريفين لحج الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة) وأهاليهم ممن لم يسبق لهم الحج، وهذا البرنامج يتوافق مع جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وتاريخه الحافل بالعطاء الخيري والاجتماعي في بلادنا فقد رعى العمل الخيري لما يزيد على خمسين عاماً في مختلف البرامج والأنشطة والمجالات وقد أطلق عليه المهتمون بالعمل الاجتماعي (أبو الأيتام) ولا يزال -أمده الله بالصحة والعافية-، وهذا المقترح أتمنى أن تبادر إليه وزارة الشؤون الاجتماعية فهي الأقرب والألصق بهذه الفئات العزيزة على مجتمعنا وهي الوزارة المناط بها رعايتهم والعناية بهم، وتنفيذه هو إتمام لجهودها ليكون واسطة العقد في أعمالها وجهودها المباركة التي ما زالت ترتقي يوماً بعد يوم. قال تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} البقرة (220).