عبد الرحمن الشلفان ">
جريمة بشعة ونكراء تلك المتمثلة فيما صار من تفجير مسجد القوات الخاصة في منطقة عسير وفعل جبان لا يمكن أن يقوم به إلا من خلا قلبه من الإسلام وخرج عن جادة المسلمين قتل المسلمين وهم يؤدون صلاتهم في أحد بيوت الله الحرام آمنين مطمئنين، وفي بلد هي معقل الإسلام والمسلمين، ومن شأن ولاة الأمر فيها رفعة شأنه والعناية به والذود عنه، بل وممن أقاموا دولتهم على دعائمه وأسسه وقيمه الرائعة حتى صاروا القدوة والمثل لجميع المسلمين في جميع أنحاء الأرض، ليأتي هذا العمل في أبشع صوره وأشدها إساءة لدين الله وما جاء على لسان نبيه محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ولعل ما يمكن أن تضيفه بشاعته كعمل منكرلا يقوم به إلا من خلا قلبه من الإسلام، وسلم نفسه طواعية لأعدائه محققا لهم ما عجزوا عن تحقيقه أو ما هم يريدون تحقيقه ونأوا عن فعله المشين ليكون من نصيب من يدعون الانتماء للإسلام في سبيل المزيد من الإساءة له فيما هم الأبعد عن ذلك الفعل المشين لإدراكهم لمدى بشاعته وما يسببه من إساءة للقائمين على فعله وإن كان من يقف وراء ذلك الفعل ويسعون في الخفاء لقتل المسلمين من خلال بني جلدتهم أي جهل أو تجاهل هذا وأي فهم إنه ضلال مبين وأي عار سيجنيه فاعلوه في الدنيا مثلما سوف يلقونه من شديد العقاب في الآخرة، إنه جرم وإثم عظيم وناتج فكر خوارجي لا يخفى بعده ومداه إنه احد طرق وسائل أعداء الإسلام في النيل من هذا الدين العظيم وأهله فهل يعي المسلم مراد أعدائه ويدرك دهاءهم ومدى قدرتهم على بلوغ غاياتهم وأهدافهم وما للعرب والمسلمين من أولوية لديهم. إن الشواهد كثيرة وعلى الجميع إدراك ما يراد بهم مثلما عليهم فهم المعنى الحقيقي لما يسمى بالفوضى الخلاقة حفظ الله الإسلام والمسلمين من شرور أعدائهم وهدى ضال المسلمين إنه سميع مجيب.