نائلة العبداني ">
سئل إمبراطور اليابان ذات يوم عن أسباب تقدم دولته في وقت قصير فأجاب: (بدأنا من حيث انتهى الآخرون، وتعلمنا من أخطائهم، ومنحنا المعلم حصانة الدبلوماسي، وراتب الوزير، وإجلال الإمبراطور).
بالأمس كنا نرتقب حصانة الدبلوماسي وراتب الوزير للمعلم، واليوم نستمع لمعاناته وحقوقه المهدرة..
بالأمس كان للمعلم مكانة عالية.. وهيبة داخل المدرسة وخارجها، واليوم تجسد لنا وسائل الإعلام مقتل معلم بقيق.. وضرب معلم سراة عبيدة.. فضلاً عما يقع من تعسف.. وسوء استخدام للصلاحيات الممنوحة من بعض الإدارات..
بالأمس كان ولي الأمر سنداً للمعلم في تربية ابنه وتعليمه وتهذيبه.. واليوم أصبح يساند ابنه على شجار معلمه.. وتهديده دون أن يقف على مستواه الدراسي والأخلاقي في مدرسته..
وعلى الرغم من ذلك ما زال المعلم يبذل جهده ووقته مثابراً معطاء مؤدياً لما أؤتمن عليه... فالمعلم جزء مهم في المجتمع وتعليمه وإنتاجه مساهمة في رقي المجتمع وتقدمه، وخسارة معلم هي خسارة مجتمع بأكمله... فكم عالم.. وكم قائد.. وكم منتج... كان للمعلم دور في صناعة مجده.. وتحقيق نجاحه..
أليس للمعلم حقاً علينا أن نعيد صورته المشرقة التي تليق بمكانته.. وأن نبرز دوره الحقيقي في مستقبل الأمة.. وتوعية المجتمع بأهميته... تقديراً لجهوده.. وحفظاً لكرامته..
إننا.. نريد ثقةً ورفعةً وتعاوناً من الجميع مع المعلم لتحقيق رسالته السامية التي تحدث عنها الرسل ورجال الدين والفلاسفة على مر العصور، فرسالة المعلم رسالتنا جميعاً وهي الركيزة الأساسية في جميع مجالات الحياة، التي ستساهم في بناء مجتمع راق مثالي.. وجيل طموح مبتكر نضاهي به العالم...