طالعنا الأستاذ المبدع دائماً محمد بن عبداللطيف آلِ الشيخ عبر زاويته المتجدده شئ من على العدد رقم 15655 الصادر يوم الأحد الموافق 24 - 10 - 1436هـ بمقاله الجميل الدواعش نتيجة لتفريطنا في مواجهة المحرضين ولقد أفاد وأجاد في طرحه سلم يراعه، وأن المتأمل فيما يصيب هذا البلد الآمن المطمئن من حوادث التفجير والتكفير من ثلة من أبنائه ليدعونا للعجب العجاب؛ فهذا البلد الوحيد على أرض المعموره الذي يطبق شرع الله ويحمي حمى الدين ويرعى الحرمين الشريفين، وحكامه لا يحيدون قيد أنملة عن ذلك، وأن الحلول التى تتخذها وزارة الداخلية مع هؤلاء لا تجدي نفعاً فلا المناصحة عدلت فكراً ولا السجن قوم إعوجاجا، وكما قيل سابقاً:
السيف أصدق إنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب
وأن على الداخلية العمل بحزم مع هؤلاء الشرذمة التى لايردعها دين أو خلق أو شيم عن ارتكاب مثل هذه المجازر وعليها البحث بكل همة ونشاط وجدية عن من يحرك هؤلاء ويدعمهم ويبث فيهم مثل هذه الأفكار الهدامة، وأن تجفيف منابع الإرهاب والتكفير والتفجير هو الذي سيقضي عليه، أما المعالجة الآنية لن تجدي نفعاً ولن تؤدي غرضاً وهؤلاء الفتية الذين لم يبلغوا الحلم بعد لابد أن هناك من يغسل أدمغتهم ويزين لهم سوء عملهم ويرغبهم فيه، وأن الحور العين بانتظارهم، وأن على أهالي الشهداء مطالبة وزارة الداخلية بالكشف عن باذري هذه الأفكار وتقديمهم لِيَد العدالة لتقتص منهم؛ لأنهم هم أس المشكلة، وأن ترك الحبل على الغارب لهم سيتمادون في غيهم وضلالهم وكيدهم لهذه البلاد وأهلها، وعندما تستقصد دور العبادة ورجال الأمن، فكما يقول المثل «مادون الحلق الا اليدين» .. وحينما يتغلب التكفير على التفكير. تتحول المساجد من التكبير إلى التفجير، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وهل نحمي الوطن من الأعداء أم نحميه من الأبناء، عقول لا ندري كيف تم إقناعها أن الجنة بإزهاق أرواح المسلمين المصلين الموحدين المسمين التالين العابدين الغافلين الآمنين المتبعين للسنة التاركين البدعة الداخلين في بيت من بيوته الحامين حمى دينه الذائدين عن مقدساته الذاكرين لكتابه، ولكن لا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل على من خوف عبادك وانتهك حرماتك وصد عن سبيلك..
اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، وأرنا فيهم يوم أسودا كيوم هامان وفرعون وأمية بن خلف.. اللهم أشدد عليهم وطأتك واجعلهم غنيمة لأوليائك، اللهم اشف قلوب المؤمنين وأشف قلوبا فقدت أبناءها وفلذات أكبادها، واشف صدور أطفال حرموا شوف آبائهم، اللهم فرقهم شذر مذر واجعلهم عبرة لمن اعتبر إنك ولي ذلك والقادر عليه.
والشكر والتقدير لرجال أمننا البواسل الذين لن تفت في عضدهم مثل هذه الحوادث بل تزيدهم قوة وصلابة ومنعة والشكر لأبناء هذا الوطن المعطاء الذين هبوا؛ سواء بالتبرع بالدماء أو الشجب والاستنكار لهذا العمل الخسيس الجبان من هذه الشرذمة الحاقدة..
والشكر موصول لجريدة الجزيرة الغراء على حضورها الدائم ومواكبتها للأحداث وتواصلها مع قرائها وللجميع صادق محبتي وتقديري.
عبدالرحمن بن محمد السلمان - سدير