بندر عبد الله السنيدي ">
قبل عدة أشهر شهدت الساحة الاجتماعية للمجتمع السعودي أخباراً متنوعة عن غرق أطفال، بل كبار سن في حفر متنوعة.. منها ما هو متعلق بالصرف الصحي، ومنها - أي تلك الحفر - ما هو متعلق بمشاريع بلدية إلى غيره من الحفر.. تلك الحفر التي أصبحت كابوساً يُؤرِّق الآباء والأمهات قبل الطفل في الواقع. كل ذلك لما تسببه من فقدان لحياة طفل، أو قد يكون رجلاً كما حصل في حادثة شارع التحلية في جدة، وتحديداً قبل أقل من سنة.. حادثة فُجع لها الكثيرون، حيث إن الحادثة كما رواها مسئولو الدفاع المدني تتمثَّل في انتقال طفل ووالده إلى رحمة الله تعالى، نتيجة سقوط الطفل في خزان صرف صحي ونزول والده في عملية إنقاذ لابنه، وأفادت المعلومات التي جمعها فريق التحقيق بمدني جدة، أن الطفل كان برفقة والديه، أمام أحد المراكز التجارية، وأثناء سيرهم على الأقدام تقدمهم الطفل خطوات، وتعثَّر في عتبة خاصة بفتحة خزان صرف صحي دائرية الشكل، مكشوفة قطرها تسعون سم تقريباً، بينما تبلغ أبعاد الخزان 6.12م، وبعمق يتراوح من 2م إلى 3م، ليسقط الطفل بداخل الخزان أمام والديه، ليسارع والده في العقد الثالث من العمر، للنزول خلف ابنه محاولاً إنقاذه، إلا أن إرادة الله شاءت أن يتوفى الطفل ووالده، إلى غير ذلك من الحوادث التي أودت بحياة أطفال وشباب منهم الطفل في جازان بتاريخ الثامن من شهر أبريل لعام ألفين وثلاثة عشر ميلادية.. ولا نقول إلا الحمد لله على قضاء الله وقدرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
عبر وسيلة التواصل الأشهر اليوم المسماة (واتس آب) وصلني مقطع مهيب ومخيف لمجموعة من العمالة الوافدة تم تصويرهم عبر كاميرا مراقبة عند أحد أبواب المنازل.. المقطع ومن خلال حركات العمالة الوافدة المريبة يتضح أنهم يقومون بمخالفة من أول وهلة رأيت فيها المقطع.. وبعد إكمال مقطع الفيديو اتضح سبب ذلك الترقب والخوف في حركاتهم والذي يتمثّل بإيقاف سيارتهم والتي تتبع لإحدى الشركات حيث إنه كانوا يقومون بقلع غطاء أحد حفر الصرف الصحي ووضعها في صندوق السيارة.. موقف مهيب كما ذكرت آنفاً يحتاج التوقف عنده كثيراً، وإعادة النظر في العقوبات التي تُطبق بحق تلك العمالة.. نعم لردع البقية لا بد من تطبيق أقصى العقوبات بحقهم عند القبض عليهم.. وأنا على يقين تام أن القبض عليهم سيتم لا محالة - بإذن الله - عندما يصل المقطع للجهات المسؤولة.. ففي تلك الجريمة خطر على حياة أطفالنا فلذات أكبادنا، كما حصل لطفل شارع التحلية، ولحقه أيضاً والده.
من باب أخذ الآراء حيال الموضوع أرسلت المقطع لشريحة كبيرة من الأصدقاء والزملاء والمتابعين عبر تويتر.. كل ذلك من أجل استقصاء آراء المجتمع، وهي مهمة من مهام الكاتب الصحفي بالمناسبة.. ليكون أفضل رد وصل إليَّ هو من زميلي منصور الحسن عندما علَّق بقوله: الجندي البطل في الموضوع.. أي موضوع المقطع المنشور هو من صور الحادثة، ونشرها لكشف حقيقة تلك العمالة التي تهاونت بالأنظمة والقوانين وقبلها أرواحنا.