محمد سكيت النويصر ">
رجال الأمن أولئك هم من أبناء الوطن التحقوا بقطاعات الأمن المختلفة بطوعهم رغبة في خدمة وطنهم العزيز المملكة العربية السعودية، وطن ليس ككل الأوطان، بل يختلف عن غيره تماماً، فوجود الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة إضافة إلى المشاعر المقدسة التي يفد إليها الملايين كل عام لأداء ركن من اركان الإسلام الحج إلى بيت الله العتيق، إضافة إلى أن هذا الوطن هو منطلق دعوة الإسلام على يد محمد الأمين عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وذلك منذ (1436هـ) عاماً من الهجرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام. ناهيك عما يحتله من مكانة رفيعة في العالم المتصل بعضه ببعض لقيادة واعية رشيدة، تعمل جاهدة على أن يكون الوطن في مقدمة دول العالم في كل مناحي الحياة.
ثم حب الأوطان من الإيمان وما يحمي الوطن إلا أبناؤه الذين نشأوا على ترابه واستظلوا بسماه، كل هذه العوامل دفعت بعدد من أبناء الوطن أن يلتحقوا بالقطاعات الأمنية المختلفة كل وفق إمكاناته وقدراته التي أودعها الله فيه، فهم وإن اختلفت مواقعهم وأعمالهم فكلهم كالحلقة المفرغة لا يُعرف لها طرف متعاونون متكاتفون لأن الأمن هو الحياة وبدون الأمن فلا استقرار ولا طمأنينة ولا تنمية ولا تطوير بل حتى العبادة يصيبها الخلل.
لذا تميز أبناء الوطن من رجال الأمن بميزة خاصة بهم تؤكد حرصهم واهتمامهم واستباقهم للحوادث، وكشف كثيرمن المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن وأبنائه فيتم وأدها في مهدها بحمد الله، وبيانات وزارة الداخلية المتتالية تؤكد ذلك.
وبشكل عام فإن أبناء الوطن كانوا بمنأى عن تلك الصراعات والأحداث التي مرت وتمر بعالمنا العربي (الربيع العربي) وكذلك الإسلامي وذلك من فضل الله ثم بفضل التلاحم بين الراعي والرعية فكانت تلك الهنات تفشل بين الحين والآخر والتي كان أعداء الوطن يأملون منها أن يكون مثل غيرنا ولكنها مشيئة الله ثم تلك اللحمة القوية بين الحاكم والمحكوم وتلك أساسات أرسى قواعدها جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وأكدها أبناؤه من بعده ممن تولوا سُدة الحكم وستبقى إلى ما شاء الله خاب الأعداء وخسروا.
وأنتم رجال الأمن في كافة قطاعاتكم العسكرية أنتم في قلوب إخوانكم المواطنين رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً، فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون بإذن الله، أنتم بحرصكم وإخلاصكم ومتابعتكم كل في موقعة صمام أمان لهذا الوطن وأبنائه ومنجزاته بإذن الله.
وذلك الحدث الإجرامي المؤلم في مسجد قوات الطوارئ في أبها بمنطقة عسير الذي ذهب من جرائه عدد من إخوانكم رجال الأمن أبناء الوطن ذهبوا إلى رحمة الله حيث قتلوا ظلماً يبشرون بمغفرة الله ورضوانه، دعواتنا أن يقبلهم جل وعلا في عداد الشهداء ويعظم الأجر لذويهم جميعاً ويلهمهم الصبر والسلوان، ويشفي المصابين ويعجل بذلك ليعودوا إلى ميدان الشرف والبطولات سيفاً مسلولاً على رقاب الأعداء والمغرضين والحاسدين خسروا وخابوا.
رجال الأمن لن تؤثر فيكم وفي عملكم هذه الأحداث المؤلمة التي يشاء الله ظهورها بين الحين والآخر، فتلك سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تحويلا فاصبروا واحتسبوا.
رجال الأمن هنيئاً لكم هذا الشرف والمكانة فقد وعدتم خيراً رسولنا عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى: (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله) وأنتم تبيتون تحرسون الوطن وأبناءه، عيونكم ساهرة لا تنام وإخوانكم رجال دفاعاتنا على الحدود كذلك ينالهم ذلك الشرف العظيم.
رجال الأمن ندعو لكم بالتوفيق والتمكين والسداد وإصابة الهدف وأنتم تحرسون أمن الوطن الذي هو خط أحمر لا يمكن تجاوزه بحال من الأحوال المهم أن تتكلوا على الله حق توكله، وتقوموا بما أُسند إليكم خير قيام واضعين نصب أعينكم مخافة الله ثم حماية وطنكم العزيز ومقدراته وعدم التهاون في ذلك، والوطن كله معكم بدءاً بقيادته الراشدة الواعية بتوجيهات مليكنا الغالي خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وزير الداخلية ذلك الرجل الذي تتلمذ وتربى في مدرسة رجل الأمن الأول نايف بن عبدالعزيز - غفر الله له - وبمتابعة سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع شبل سلمان بن عبدالعزيز وحفيد المؤسس عبدالعزيز آل سعود - غفر الله له.
نحن أبناء المملكة العربية السعودية مغبطون بهذه النعم التي نتفيأ ظلالها وهذه القيادة الرشيدة الواعية التي تبذل قصارى جهدها لتنأى بنا عن هذه الصراعات وهذه الأحداث المؤلمة التي قامت وتقوم من حولنا. رجال أمننا سلمتم وكفاكم شر الأعداء قربوا أم بعدوا وحقق جل وعلا على يديكم كل الأمن والاستقرار لهذا الوطن ومن يستظل بسمائه ويفترش أرضه، نحن معكم بقلوبنا ودعواتنا الصادقة بأن يُسدد رميكم ويحسن لنا ولكم النية والهدف وهذه مشاعر وطنية عبر جريدة الجزيرة، دمتم بخير وعافية.
- إمام وخطيب وعضو الدعوة في محافظة الرس