الجزيرة - الرياض:
التقى صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، في مكتبه أمس رئيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية جان لو شامو والوفد المرافق المكون من المهندس نظمي النصر نائب الرئيس للشؤون المالية والإدارية والبروفيسور جان فيرشيه نائب الرئيس للأبحاث وتريستن ووكر نائب الرئيس للتنمية والاقتصاد وذلك في إطار تعزيز التعاون المشترك القائم بين المدينة والجامعة.
وناقش اللقاء توجهات المدينة نحو استثمار البحث العلمي في الصناعة، وحرصها على توجيه المجالات البحثية التوجيه الصحيح من أجل استثمار البحث في الصناعة، لذا أوجدت عديد من البرامج من بينها برنامج تمويل البحوث الابتكارية لقطاع الأعمال (SIR) الذي يهدف إلى دعم الباحثين والمخترعين ورواد الأعمال والشركات من خلال تمويل الأبحاث الابتكارية عبر ثلاث مراحل صممت لإدارة المخاطر وتوفير الفرص وتنويعها وهي مرحلة (جدوى البحث) لدعم الباحثين لمدة لا تتجاوز العام للتحقق من جدوى تحويل أبحاثهم إلى منتجات، تليها مرحلة (تطوير النموذج التجريبي) لدعم المشروعات الواعدة لمدة لا تتجاوز العامين، أخيرًا مرحلة (الإنتاج) التي يتم فيها تقديم المساعدة للكيانات الناشئة لضمان نموها ودخولها مرحلة الاستثمار التجاري.
واستعرض اللقاء التنسيق القائم بين المدينة ووزارة التجارة والصناعة ووزارة العمل لدعم مثل هذه البرامج وتحقيق أهداف الشراكة بين الجهات الحكومية والجامعات ومراكز البحث بما يسهم في تطوير الصناعة في المملكة وزيادة الإنتاجية والتنافسية، وأهمية دور جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجامعات المملكة في المساهمة لإنشاء شركات التقنية الوطنية وتطوير المنتجات التقنية، وابتكار وتسويق التقنيات الواعدة المطَوَّرَة، وتحفيز تطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة.
وتناول اللقاء بحث أوجه التعاون في عدد من المشروعات العلمية والتقنية بين المدينة وجامعة الملك عبدالله، مثل تحالف شركة تكنوفيًا التي أنشئت مؤخرًا كتحالف يمثل شراكة تعاونية جديدة بين القطاعين العام والخاص في المملكة وتشارك فيه المدينة والجامعة، إضافة إلى شركة أرامكو، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقنـي (تقنية)، ومعهد آر تي أي ناشيونال، وتهدف تكنوفيا أن تكون نقطة اتصال محورية داخل المملكة لتضافر جهود الصناعة والأوساط الأكاديمية لإيجاد السبل الكفيلة بتطوير التقنية والملكية الفكرية إلى منتجات وتطبيقات تتوفر بصورة تجارية، كما تتيح فرصًا لإنشاء شركات محلية تؤثر في الاقتصاد الوطني القائم على المعرفة.
وتخلل اللقاء استعراض برنامج الإضاءة المرشدة للطاقة الذي وقعت المدينة حوله اتفاقيتي تعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وجامعة كاليفورنيا سانتا باربرا، ويهدف إلى تطوير تقنية الاضاءة المرشدة باستخدام أشباه الموصلات والليزر ونقلها إلى المملكة، موضحًا سمو رئيس المدينة أن المدينة بصدد تأسيس البنية التحتية لهذه التقنية الحديثة بالمملكة بمعايير عالمية، وتسعى إلى توفير كامل المستلزمات لتصنيع الاضاءة المرشدة بأشباه الموصلات محليًا في منتصف العام القادم، التي ستكون متاحة لجميع الباحثين في أنحاء المملكة، وبين أن المشروع أتاح الفرصة لعدد من المبتعثين والمبتعثات السعوديين لمواصلة دراستهم لمرحلتي الماجستير والدكتوراه تحت إشراف فريق جامعة سانتا باربرا وفي معامل سوجي ناكامورا أحد أعضاء الفريق البحثي والفائز بجائزة نوبل للفيزياء لعام 2014 لاختراعه تقنية الـ «إل أي دي» التي تستخدم اليوم للإضاءة المرشدة للطاقة والصديقة للبيئة.
وبحث اللقاء مستجدات مشروع تطبيق نظام التبريد (التكييف) عن طريق الامتصاص بالمواد الصلبة الذي يهدف إلى تنفيذ أول نموذج تطبيقي صناعي لإنتاج 100 متر مكعب يوميًا من المياه المحلاة وما ينتج عنها من مياه مبردة في مصنع الصفوة للأسمنت بجدة، الذي تعمل عليه المدينة والجامعة وشركة الصفوة للأسمنت وشركة تقنية للاستثمار وشركة مداد، ويعمل المشروع على دمج تقنية الامتصاص بالمواد الصلبة مع نظام تحلية المياه الحراري التقليدي عن طريق استخدام الحرارة المهدرة لتشغيل هذا النظام الهجين لتحلية مياه البحر، ويعد استخدام الحرارة المهدرة الناتجة عن عمليات تصنيع الأسمنت هي المفتاح لتحسين كفاءة استخدام الطاقة وترشيد استهلاكها في صناعة الأسمنت.
وخلال اللقاء طلبت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية من المدينة ترشيح عدد من الباحثين والباحثات السعوديين لتمثيل المملكة في الندوة العربية الأمريكية الثالثة في المجالات المتقدمة في العلوم والهندسة والطب التي تنظمها الجامعة بمقرها في شهر ديسمبر القادم، ويجتمع فيه نخبة من الباحثين الشباب من 21 دولة من دول جامعة الدول العربية إضافة إلى باحثين شباب من الولايات المتحدة الأمريكية في مجال تقنية الاستشعار خاصة في المجالات الطبية تحت شعار «تقنيات الاستشعار والشبكات والتطبيقات».
وفي ختام اللقاء تم الاتفاق على تكوين لجنة علمية مشتركة بين الجهتين لمتابعة سير العمل في المشروعات المشتركة، مؤكدًا سموه حرص المدينة على التعاون مع الجامعة، ومثنيًا على تسارع التطورات والنقلة التقنية التي تحدثها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في المجالات العلمية المختلفة على المستوى المحلي والعالمي.