(م) محبة (ن) نور (ي) يسر (ر) رحمة (هـ) هدوء «منيرة محمد العليان» والدتي الغالية رحمها الله. ما أعظمك أمي ككل الأمهات سبحان الله حتى حروف اسمك تعكس حالك وطيبتك، لم تكن صدفة أن تتسمي بـ منيرة، ولاسمك قصة شهدت عليها وحق لها أن تروى (م) محبة لا حدود لها تحبين الكل ويحبك الجميع (ن) نور السكينة والطيبة يشع من محياك (ي) يسر كلك في كل أحوالك (ر) رحمة كما هي كل الأمهات (هـ) هدوء ووقار يصعب تصوره.
أمي ما أعظمك ككل الأمهات لاسمك قصة أنا شاهد عليها. كم أحب هذا الاسم بلا حدود، لأنه اسم أمي الحنونة الحبيبة بركتك أمي وبركة اسمك رأيتها في ابنتي التي كنت عازماً إن رزقني الله بمولودة أن يكون اسمها على اسمك منيرة. يالله ما أعظمك أمي لقد حلت بركتك وطبيعتك في هذه الابنة- التي لا يقل إخوانها وأخواتها عنها فيكفي أن لهم عرقا يربطهم بك أمي - لقد منحتيها باسمك قبسا من طيبتك وصبرك وحنانك فسبحان الله كان تأثير هذا الاسم عليها أن تخلقت بشيء يسير منك ولا أزال لا أذكر أني ووالدتها الغالية احتجنا لأي مجهود في توجيهها ومتابعتها فقد كسبت منك أمي ما كفانا عناء التربية والمتابعة، وكما أن من فضل الله علي أن بركة اسمك حبيبتي لازمني دوما بوجودك وداخل أسرتي بوجود سميتك وحفيدتك منيرة.
أمي ما أجملك لم أذكر في حياتي أن سمعت صوتك مرتفعا، لم أسمع منك قط كلمة سوء في الآخرين، بالله ما أعظمك لم تنل نصيبا من التعليم، ولكنك مدرسة لا يباريها أحد في ما تكنزينه من قدرات مثلت القدوة لأبنائك وبناتك الذين يدينون لك ولوالدنا الغالي- حفظه الله- فيما يملكونه من سمعة ومحبة ورفعة في محيطهم، لم نتعلم الأدب والأخلاق الحسنة ومحبة الناس إلا من خلالك حبيبتي الغالية أمي ما أعظمك ككل الأمهات، فقدت بصرك منذ سنوات وما أقسى أن يفقد إنسان حبيبتيه، ولكن زادك ذلك صبراً وحلماً وخلقاً لعلها المصادفة أن يزيدك فقد بصرك محبة وحسن ظن بالآخرين، فلا ترين أياً من المشاهد التي لا تتطابق مع طيبتك ومعدنك فتؤذيك، كم ربي كان بك رحيماً وهو بقدر عليك فقد البصر لأن من هي مثلك ستتأذى ببعض المشاهد خارج محيطها والتي تؤذي أمثالك من الطيبين المتقين.
أمي ما أعظمك، شهد لك القريب والبعيد بالطيبة والمحبة ولعل أحد هذه الشواهد رثاء الأخ الغالي الشاعر أحمد الصالح « مسافر» ابن العمة- حفظهما الله- معزياً الوالد وهو ليس من محارمك أو ممن هو لصيق بك إلا أن ذكرك الطيب العطر ظهر جليا في هذه الأبيات التي وصفت حالك كما هي أنتِ المرأة الطاهرة التقية المحبة
ومن أبيات هذه القصيدة المعبرة.
وأن مآلها جنات عدن
لسان عف ما شابته حوب
وأخلاق بها زانت تقاها
بأفعال وأقوال تطيب
تطيب بها نفوس عاشرتها
وأهل برها فيهم عجيب
عزاء في التي برت ووفت
وأجر سابغ فيما ينوب
فعذرا يا من حولي أن تغيرت قليلا عليكم فقد لا أشعر بفرح أو حزن رغما عني فلقد رحلت أمي وأخذت قلبي معها، عذراً فقد كان يكفيني بقاء أمي حين يغيبون وحب أمي حين يتغيرون وقلب أمي إن غابت قلوبهم وهم حاضرون، رحمك الله يا نور العين.
أعلم أني لم أكن أستطيع أن أكتب شيئاً عنك فعذرا إن لم أوفيك حقك أو أجيد الكتابة لأن الأمر صعب فمن يستطيع وصف الجنة.
غاليتي رحمك الله رحمة واسعة وعظم أجرمحبيك الكثر وأخص والدي الغالي أطال الله في عمره على طاعته ولوالدتنا وأختك الغالية أم محمد متعها الله بالصحة والعافية على طاعته وأختك الشقيقة الغالية حصة -حفظها الله- وأحبتي اخوتي الأعزاء (عبدالله و صالح ومحمد ومساعد وخالد و وليد)وأخواتي الحبيبات (حصة، لولوه، هدى، وفاء، أمل ،ايمان ،أسماء) اللاتي سيعوضنني بإذن الله شيئا من حنانك وحبك. اللهم اغفر لوالدتي وأسكنها فسيح جناتك واجمعنا معها بالفردوس الأعلى يا كريم يا رحيم. اللهم إنها حرمت بصرها في الدنيا فاجعل أول ما تراه بالآخرة الجنة يا رحمن يا رحيم.
ابنك أحمد بن عبدالرحمن العليان - عنيزة