النجوم زينة السماء - كما هي هداية للبشر
{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} (5) سورة الملك.
وأهل العلم والخير والتقى والصلاح نجوم الأرض يقتدى بهم في أعمالهم الصالحة- وتنتشر البركة ويعم الخير بوجودهم...ولكن الله قضى على الخلق بالموت.
جميعهم... قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} (1-2) سورة الملك.
فالموت حق ونحن موقنون بوقوعه على كل البشر.
مع أنه إحدى مصائب الدنيا بل الرزية الكبرى.
وإذا أتتك مصيبة تشقى بها
فاذكر مصابك بالنبي محمد
لقد وقع خبر وفاة والدتي منيرة الرومي - خبراً ثقيلاً لا يحتمل لكن اليقين والإيمان يهون المصيبة.
وأن الله أرحم بها من الجميع.
لقد وافقتها المنية صباح يوم السبت 2-10-1436هـ
ثاني أيام العيد - فكانت أياما حزينة علينا جميعاً إخواني وأخواتي وأبناءنا وكل أسرة البداح والرومي.
بل كانت أياما ثقيلة علينا جميعاً برحيل العابدة الحامدة الشاكرة-اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة. والحمد لله على كل حال.
و(إنا لله وإنا إليه راجعون) - ولمعرفتي بالمعاناة التي تعانيها منذ سنوات. جراء ما أصابها من مرض ومع ذلك فهي الصابرة المحتسبة - ولسان حالها يلهج بالشكر وتقول (لا يؤلمني شيء).
عاشت بداية حياتها. بعض المشقة بسبب ظروف الحياة الصعبة. مع والدي رحمه الله - ومع ذلك فلهم دائما الشكر على ألسنتهم. مستبشرين ومحبين للخير والطاعة والعبادة وقراءة القرآن.
ثم بعد تحسن الأحوال وكبر سنها تفرغت للعبادة وقراءة القرآن، ولم تتركه إلا بعد ضعف بصرها، فكان البيت يشع منه النور - ولمست ذلك بنفسي. لما فيه من الأنس والبركة.
فكانت للعين قرة. والتعب سروراً وابتهاجاً وللبيت نوراً.
تحن على الصغير وتخاف على الشاب وتحترم الكبير.
لا تعاتب ولا ترى لها حقا بل ترى عليها الحق.
والدتي- رحمك الله- لقد كنت تجمعين الخير والبركة التي ملأت البيت وتجمعين الأحباب والأقارب فلا تسمع إلا ذكرا أو تسبيحا أو دعاء، فامتلأ البيت بركة وأنساً فهي في ذكر أو تهليل أو صلاة وصلاة الليل والضحى لازمة.
والحرص على حب الخير والصدقة والإحسان للمحتاجين والتنبيه على الصلة للقريب والحرص على المواصلة والسؤال عن الكبير والمريض، رغم ما تعانيه من مرض حتى أحبها الجميع وصاروا يبادلونها نفس الشعور من أقارب وأحباب وجيران ومعارف.
ليبك عليك القلب والعين إنني
أرى القلب أوفى بالعهود وأكرما
وأقول- الحمد لله- على كل حال. لقد قدمت إلى رب كريم يعطي الجزيل، فاللهم أنزل عليها شآبيب الرحمة اللهم ارحم القلوب الطاهرة واجمعنا بها ووالدي ومن نحب في الفردوس الأعلى من الجنة مع شكرنا للطاقم الطبي في مستشفى الزلفي على متابعتهم الدائمة وقيامهم بالزيارة المنزلية للكشف والتحليل وما يتطلبه المرض. وأخص بالشكر طبيب القلب د. عادل الذي لم يتأخر في توجيهنا بالعلاج المناسب باستمرار حتى خارج وقت الدوام الرسمي بكل سعة صدر وإخلاص. والحمد لله أولاً وآخراً.
الابن سلمان بن ردن البداح - محافظة الزلفي