عبدالعزيز بن سعود المتعب
جُبلتْ بعض النفوس على عزّة النفس، والأنفة، والكبرياء، وكل منها جزء لا يتجرأ من إباء تختزله قصائد رفيعة المضامين من حيث المعنى وتحديداً في القصائد الشعبية العاطفية التي تُحتذى كنهج يحترم المتلقي شخص شاعره وموقفه المشرِّف قبل وبعد المنظور النقدي الذي هو شأن المتخصصين وليس من سواهم، وهم الأغلبية من واقع حال لا ينكره منصف، يقول الأمير الشاعر خالد الفيصل بشفافية مُطلقة راصداً أصغر التفاصيل بلغة الضوء الذي يكشف الظلام بتوثيق العلاقة السببية:
يا طارد اللِّي راح خلّه وملواه
ما يستقيم الظّل لأعوّج عوده
ولا ينفع الندمان قولة حلولاه
جحرٍ لدغ يمناك لا لا تعوده
ويقول الشاعر عبدالله بن سبيل - رحمه الله - بوضوح متناه لا يقبل أنصاف الحلول:
المقفي أَقفي عنه لو كان مملوح
والمقبل أرفع له شراع السفينه
ما لي (بعدٍ) طول الأيام مميوح
ما ينعرف صدّارته من عطينه
(العد: البئر أو المورد كثير الماء
مميوح.. كثير الورّاد الذي يطرقونه.
صدارته الذي يرد الماء ويذهب.
والعطين: المقيم على الماء).
والإباء ليس مرتبطاً بجيل دون غيره؛ فها هو الشاعر مساعد الرشيدي يرفع هامته عالياً مُضَحِّياً بكل عاطفة تحول بينه وبين شموخه:
ينجرح قلب لكن ترتفع هامه
والله إنِّي لأموت ولا أنحنى راسي
لو رماني زماني وسط.. دوَّامه
العواصف شديدة.. والجبل راسي
انقل الحزن وامشي منتصب قامه
قاسي الوقت لكنِّي بعد قاسي
وقفة: للشاعر سعد بن صبيح العجمي -رحمه الله-:
شِبه ريميةٍ تتعب المعطاب
تتبع الحزم ما تدهل الروضي
ربّي اللي عطاني هوى الأجناب
واقرب الجَدّ لي منه عاروضي