بريدة - بندر الرشودي:
يتبادر إلى ذهن القارئ تساؤل وجيه ومهم، حول السر الكامن من تحقيق مهرجان بريدة للتمور خلال سنواته الماضية قفزات متسارعة، في مجال التطوير والإعداد والتجهيز، ومواءمة السوق المحلي والعالمي، حتى أصبح أحد أهم وأبرز أسواق التمور في العالم.
الجواب على مثل تلك التساؤلات واضح وجلي، فالصورة تتكشف، والمعالم تظهر حينما يدرك المتابع الجهود الكبيرة التي يقف وراءها صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، ومنذ أن كان نائباً لأمير المنطقة، وكيف كان لموقفه المهني والمسئول تجاه التمور وصناعتها في مدينة بريدة ومنطقة القصيم بوجه عام.
المباشرة الحقيقية لواقع تجارة التمور وإنتاجها في المنطقة كانت من أبرز اهتمامات صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل، فمنذ دخوله لمعترك المسؤولية الإدارية في القصيم عام 1427هـ قفزت ثقافة العناية بالتمور وإنتاجها وتسويقها من قبل أبناء بريدة وتجارها قفزة نوعية، بعد أن تشكل الوجه الحقيقي للمهرجان في سنته الأولى عام 1428هـ، لتصل الذروة إلى عام 1436هـ، حينها بات مهرجان التمور ببريدة «علامة» فارقة، بعد أن كان «تحدياً».
ولم تتوقف جهود سمو أمير المنطقة وعنايته بمنتج التمور عند إقرار إقامة مهرجان متخصص وحسب، بل تجاوز الأمر إلى رسم تفاصيل ودقائق هذا الاحتفاء، ليكون استهداف اليد الوطنية العاملة هو المقصد، والعمل على ضبط الجودة للمنتج وطريقة تقديمه، كذلك إزالة كافة المؤثرات التي قد تحول دون كشف مستوى جودة التمور للمشتري، ليتم إلغاء مُستوعبات التمور البلاستيكية ذات العمق، وإقرار عبوات الكرتون الطولية، ليتم بسط أكبر قدر ممكن التمور أمام عين المشتري.
كل تلك التحركات النوعية والمُباشرة هي جزء من إستراتيجية وطنية مؤسسية تعمل على تحقيق أكبر درجات الاحتراف والمهنية نحو ذلك المحصول الزراعي الثمين، لتستمر جهود أمير المنطقة في نسجت خيوط النجاح لحرفة أصيلة، وتجارة رابحة، جعلت من المتخصصين والمهتمين والأكاديميين يجتمعون وفق تكتل مهني وعملي تمثل في تأسيس سموه لجمعية منتجي التمور عام 1429هـ، تركز اهتمامها على منتج التمور، وكيفية استغلال مثل ذلك المحصول استغلالاً يليق بأهميته على مستوى الاستهلاك المحلي والإقليمي والعالمي.